زيادة وتفصيل :
(ا) إذا تقدم الناسخ على مفعوليه فلن يخرجه من حكم هذا التقدم ـ فى الرأى الأصح ـ أن يسبقه معمول آخر له ، أو لأحدهما ؛ نحو : متى علمت الضيف قادما؟ باعتبار : «متى» ظرفا للناسخ ، أو لمفعوله الثانى.
وكذلك لن يخرجه من حكم التقدم أن يسبقه شىء آخر ليس معمولا له ، ولا لأحدهما ، مثل : إنى علمت الحذر واقيا الضرر.
(ب) يختلف النحاة فى بيان الأفضل عند توسط العامل أو تأخيره. ولهم فى هذا جدل طويل ، لا يعنينا منه إلا أن الأنسب هو تساوى الإلغاء والإعمال عند توسط العامل. أما عند تأخره فالأمران جائزان ولكن الإلغاء أعلى ، لشيوعه فى الأساليب البليغة المأثورة.
وإذا توسط الناسخ أو تأخر وكان مؤكدا بمصدر فإن الإلغاء يقبح ؛ نحو : الكتاب ـ زعمت زعما ـ خير صديق ؛ لأن التوكيد دليل الاهتمام بالعامل ، والإلغاء دليل على عدم الاهتمام به ؛ فيقع بينهما شبه التخالف والتنافى. فإن أكّد الناسخ بضمير يعود على مصدره المفهوم فى الكلام بقرينة ، أو باسم إشارة يعود على ذلك المصدر ـ كان الإلغاء ضعيفا أيضا ؛ نحو : السفينة ـ ظننته ـ قصرا. أى : ظننت الظن ـ و: السفينة ظننت ـ ذاك ـ قصرا. أى : ذاك الظن ...
(ج) رأى الحلمية لا يصيبها الإلغاء ، وقد سبق (١) أنها لا يصيبها تعليق.
* * *
__________________
ـ منسوبا للعرفان (بأن كان معناه : «عرف» الذى مصدره : «العرفان»). وأيضا : «ظن» إذا كان مصدره «الظن» المنسوب للتهمة (بأن يكون الفعل : «ظن» بمعنى : «اتّهم». ومصدره : «الظن» بمعنى الاتهام ؛ ومنه التهمة) ـ فإن كل فعل منهما يتعدى لمفعول واحد لزوما ؛ أى : حتما. ما دام معناه ما سبق. ثم قال : إن الفعل «رأى» المنسوب للرؤيا (بأن كان مصدره «الرؤيا» المنامية) ينصب مفعولين.
(١) فى «د» من ص ٣٦.