٥ ـ عوامل حذفت سماعا. من ذلك قولهم لمن ظفر بشىء ؛ هنيئا لك ما أدركت. أى : ثبت هنيئا (١).
والحذف فى المواضع الأربعة الأولى قياسى (٢).
* * *
(ح) والأصل فى صاحب الحال أن يكون مذكورا فى الكلام ؛ لتتحقق الفائدة من ذكره. وقد يحذف جوازا فى مثل قوله تعالى : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً،) أى : بعثه الله.
ويجب حذفه فى الصورة التى يحذف فيها عامله وجوبا حين تؤكد الحال مضمون جملة قبلها ، على الوجه الذى سبق (٣) شرحه. وكذلك يجب حذفه مع عامله حين تدل الحال على زيادة تدريجية ، أو نقص تدريجى ـ وهى الصورة الثالثة من الصور التى فى الصفحة المتقدمة.
* * *
(د) والأصل فى الرابط أن يكون مذكورا ؛ ليعقد الصلة المعنوية بين جملة الحال والجملة التى قبلها المشتملة على صاحب الحال ، فيمنع التفكك. لكن يجوز حذف الرابط لفظا ، لا تقديرا (٤) ، إذا كان ضميرا مفهوما من السياق. نحو : ارتفع سعر القمح ، كيلة بخمسين قرشا ، أى : كيلة منه ...
وكذلك يصح حذفه إن كان الحال جملة خالية من الرابط لكن عطف عليها «بالفاء» ، أو : «الواو» ، أو : «ثم» جملة تصلح أن تكون حالا مع اشتمالها على الرابط ؛ نحو : عرفت الوالى العادل تشكو الرعية ، فيزيل أسباب
__________________
(١) سائغا مقبولا. والفعل هنئ. (وقد سبقت الإشارة لهذا فى رقم ٢ ص ٣٨٠).
(٢) وفى حذف العامل يقول ابن مالك :
والحال قد يحذف ما فيها عمل |
|
وبعض ما يحذف ، ذكره حظل ـ ٢٤ |
يريد : أن الحال قد يحذف ما يعمل فيها النصب (أى : يحذف عاملها) وأن بعض ما يحذف من هذه العوامل محظول ذكره ، أى : ممنوع (حظل : منع) لأنه واجب الحذف.
(٣) ص ٣٤١ و ٣٥٧ و ٣٦٥ و ٣٧٠
(٤) كما سبق فى رقم ٦ من ص ٣١٢.