مشتقة من مادة : «القول». وقد دل عليها الكلام الذى قيل ؛ وهو : «السّلام عليكم». ومثل : هل دار بينك وبين المسافر كلام؟ نعم. لما قابلنى فى الصباح حيّانى : «صباح الخير» ، وحدثنى عن رحلته المنتظرة ؛ ثم أسرع إلى القطار بعد أن صافحنى ومد يده : «الوداع». أى : قائلا صباح الخير ؛ قائلا : الوداع. ومن هذا قوله تعالى فى أهل الجنة : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ،) أى : قائلين : سلام عليكم. وقوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ ، رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا،) أى : قائلين ربنا تقبل منا.
* * *
(ب) والأصل فى عامل الحال ـ وغيرها ـ أن يكون مذكورا ؛ ليحقق غرضا معينا ، هو : إيجاد معنى جديد ، أو تقوية معنى موجود. وقد يحذف جوازا أو وجوبا ؛ لدواع تقتضى الحذف ، أى : أن عامل الحال قد يذكر وجوبا ، وقد يحذف وجوبا ، وقد يجوز ذكره وحذفه.
فيجب ذكره إن كان عاملا معنويّا (وقد سبق شرحه) (١) كأسماء الإشارة ؛ وحروف التنبيه ، والتمنى ؛ وكشبه الجملة ... و... و...
ويجوز حذفه إذا كان عاملا غير معنوى ، ودل عليه دليل مقالىّ (٢) ، أو حالىّ فمثال المقالىّ أن يقال : أتستطيع الصعود إلى قمة الجبل؟ فيجيب المسئول : مسرعا. أى : أصعد مسرعا ـ أتعتنى بخط رسائلك؟ فيجاب : واضحا جميلا أى : أعتنى به واضحا جميلا.
ومثال الحالىّ : أن ترى مسافرا فتقول له : «سالما». أى : تسافر سالما ، وأن ترى من يشرب الدواء فتقول : «شافيا» ، أى : تشرب الدواء شافيا. وأن تقول لمن يبنى بيتا : «معمورا» ، أى : تبنى البيت معمورا ...
__________________
(١) ص ٣٥٥.
(٢) سبق ـ فى رقم ١ من هامش ص ٥٣ م ٦٣ وفى ج ١ ص ٣٦٢ م ٣٧ ـ أن الدليل المقالى هو : ما يكون قائما على كلام مذكور صريح ، وأن الدليل الحالىّ ، هو : ما يكون أساسه القرائن والمناسبات المحيطة بالمتكلم من غير استعانة بكلام أو ألفاظ ...