تكون فاعلا ، أو مفعولا ، أو غيرهما ، كما فى «ج» من الأمثلة السالفة ، وكقولهم : لا ينفع المرء غير عمله.
يفهم من كل ما تقدم : أنه يطبق عليها عند ضبط صيغتها الخاصة كل الأحكام التى تجرى على المستثنى بإلا عند إرادة ضبطه (١) بالتفصيلات المختلفة التى سبقت هناك. ولا فرق فى هذا بين : «غير» وباقى أخواتها الأسماء (٢).
لكن بينها وبين أخواتها (٣) بعض فروق فى نواح أخرى ؛ منها : أن المضاف إليه بعد الأداة «غير» (٤) قد يحذف إذا دلت عليه قرينة : مثل : عرفت خمسين ليس غير (٥) ، أى : ليس غير الخمسين. ولا يصح : عرفت خمسين ليس سوى. لأن «سوى بلغاتها المختلفة واجبة الإضافة لفظا ومعنى ، ولا يصح قطعها عن هذه الإضافة اللفظية (٦).
__________________
(١) ويجوز بناؤها على الفتح فى كل الحالات بشرط أن تكون مضافة إلى مبنى. شأنها فى ذلك شأن الأسماء المتوغلة فى الإبهام ـ وقد سبقت الإشارة إلى المراد منها فى باب الظرف ص ٢٧٩ ـ (ومنها : غير ، ومثل ، وبعض الظروف التى عرضناها ...)
(٢) وفيما سبق يقول ابن مالك :
واستثن مجرورا بغير ، معربا |
|
بما لمستثنى بإلّا نسبا |
ولسوى ، سوى ، سواء ـ اجعلا |
|
على الأصح ما لغير جعلا |
(التقدير : استثن بكلمة : غير ، مجرورا ، أى : مستثنى مجرورا. حالة كون لفظ : «غير» معربا بمثل ما نسب للمستثنى بإلا. أى : معربا مثل إعرابه فى الحالات المختلفة). يريد : أن المستثنى «بغير» مجرور دائما. وأن كلمة «غير» نفسها تضبط بالضبط الذى يكون للمستثنى «بإلا» فيما لو حذفت «غير» ، وحلت محلها : «إلا» وجاء بعد «إلا» مستثناها. ـ كما شرحنا ـ. ثم بين أن مثل «غير» فى ذلك كلمات أخرى ؛ منها : سوى ـ وسوى ـ سواء. وأن الأصح أنها تشبهها فى الاستثناء. وليست ظرفا إلا عند فريق.
(٣) أما الفرق بين «غير» و «إلا» و «بيد» فيجىء فى «ب» من ص ٣٢٤.
(٤) وبعض أدوات سيجىء ذكرها فى مكانها الخاص من باب الإضافة ج ٣.
(٥) يصح ضبط «غير» هنا بأوجه متعددة ؛ (كما سبق فى باب الظروف ص ٢٦٥) ، والتقدير مثلا : كالبناء على الضم ؛ باعتبارها اسم «ليس» والخبر محذوف ؛ ويكون المضاف إليه محذوفا مع نية معناه ليس غيرها معروفا. ويجوز فى : «غير» أن تكون مبنية على الفتح لإضافتها إلى مبنى (وهو : الضمير) فى محل رفع اسم «ليس» أيضا والخبر محذوف كالسابق. ويجوز أن تكون مرفوعة منونة باعتبارها اسم «ليس» ، والمضاف إليه محذوف ، ولم ينو لفظه ولا معناه ، والخبر محذوف أيضا ، أى : ليس غير ... معروفا. ويجوز نصبها مع تنوينها باعتبارها خبر «ليس» واسمها محذوف ؛ والتقدير : عرفت خمسين ليس المعروف غيرا ، أى : غيرها ـ وسيجىء الكلام على : «غير» فى باب الإضافة ـ ج ٣ م ٩٥ ـ.
(٦) بيان هذا فى مكانه المناسب من باب الإضافة (ج ٣) عند الكلام على : «غير».