المسألة ٨٢ :
أحكام المستثنى الذى أدواته أسماء (١) : (غير ، وسوى ، بلغاتها المختلفة)
من أدوات الاستثناء ما هو اسم صريح ؛ أشهره : غير ، وسوى (وفيها لغات مختلفة : سوى ، سوى ، سواء ، سواء) وهذه الأسماء الصريحة ـ عند استعمالها أداة استثناء ـ تشترك فى المعنى وفى الحكم.
فأما «غير» ـ ومثلها نظيراتها ـ فمعناها إفادة المغايرة ... أى : الدلالة على أن ما بعدها مغاير ومخالف لما قبلها فى المعنى الذى ثبت له ، إيجابا أو نفيا ؛ فمعنى : «أسرع المتسابقون غير سعيد» ، أنهم أسرعوا مغايرين ومخالفين فى هذا سعيدا ؛ فهو لم يسرع ، فكان مخالفا ومغايرا لهم أيضا. وكذلك : «ما ضحك الحاضرون غير صالح». فالمعنى : أنهم لم يضحكوا ، مغايرين مخالفين صالحا فى هذا ، أى : فى عدم الضحك ؛ لأنه ضحك دونهم ، فكان مخالفا ومغايرا أيضا. ومثل هذا يقال فى بقية أسماء الاستثناء.
وأما حكم تلك الأسماء فينحصر فى أمرين (٢) ؛ أولهما : ضبط المستثنى الواقع بعد كل اسم منها ، وطريقة إعرابه.
وثانيهما : ضبط أداة الاستثناء الاسمية ، وطريقة إعرابها ، (لأنها اسم لا بد له من موقع إعرابىّ ؛ فيكون مرفوعا ، أو منصوبا ، أو مجرورا ، على حسب موقعه من الجملة ؛ كشأن جميع الأسماء).
__________________
(١) من هذه الأسماء : بيد ، وسيجىء الكلام عليها وعلى الفرق بينها وبين «غير» وأخواتها فى : «ا» «من» الزيادة ، ص ٣٢٤.
(٢) لا بد قبل النظر فى تحقق هذين الأمرين معا ، من أن يكون الكلام جاريا على ما يقتضيه ويتطلبه أسلوب الاستثناء ؛ بحيث لا يستقيم المعنى إلا على أساس الاستثناء. والسبب فى هذا الشرط أن كل اسم من أدوات الاستثناء الاسمية يصلح فى ذاته لأشياء كثيرة ، منها الاستثناء ، وغيره ؛ فلا يتعين للاستثناء إلا إذا اقتضى السياق ذلك ، وتحققت أركان الاستثناء بوجود المستثنى منه ، أو بعدم وجوده إن كان الكلام «مفرغا» فلا بد من النظر لحاجة السياق أولا ـ انظر رقم ٢ وما بعدها ص ٣٢٤.