أكرم الإكرام التام ... من يستحقه ، وأسىء الإساءة البالغة من يستحقها (١).
٦ ـ العدد الدال على المصدر المحذوف : نحو : يدور عقرب الساعات فى اليوم والليلة أربعا وعشرين دورة ، ويدور عقرب الدقائق فى الساعة ستين دورة.
٧ ـ الآلة التى تستخدم لإيجاد معنى ذلك المصدر المحذوف ، وتحقيق دلالته ؛ نحو : سقيت العاطش كوبا ـ ضرب اللاعب الكرة رأسا ، أو رجلا ، أى : سقيت العاطش سقى كوب ـ ضرب اللاعب الكرة ضرب رأس ، أو ضرب رجل ، بمعنى : سقيت العاطش بأداة تؤدى مهمة السقى : تسمى : «الكوب». وضرب اللاعب الكرة بأداة معروفة بهذا الضرب. تسمى : الرأس ، أو : الرجل (٢) ولا بد فى الآلة أن تكون معروفة بأنها تستخدم فى إحداث معنى المصدر ؛ فلا يصح سقيت الرجل العاطش دلوا ـ ولا ضرب اللاعب الكرة بطنا ؛ لأن الدلو لا يسقى بها الرجل ، والبطن لا يضرب به الكرة.
٨ ـ نوع من أنواعه ؛ نحو : قعد الطفل القرفصاء (٣) ـ مشى العدوّ القهقرى (٤) ، أو : التقهقر ـ سرت وراءه الجرى ـ نام الآمن ملء جفونه ... (٥)
__________________
(١) مثل هذا الأسلوب قد يبدو غريبا. لكن إذا عرفنا أن معناه : الإكرام ، أكرم إكراما من يستحقه. والإساءة ، أسىء إساءة إلى من يستحقها ـ هبت الغرابة. وهو أسلوب عربى صحيح له نظائر كثيرة فى القرآن ؛ وغيره مثل قوله تعالى : (فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) أى : لا أعذب العذاب ـ لا أعذب عذابا ـ أحدا من العالمين ...
(٢) فى مثل هذه الأمثلة ونحوها حذف المضاف ـ وهو المصدر المنصوب ـ وأقيم المضاف إليه مقامه ؛ فصار منصوبا مثله ؛ إذ الأصل كما قلنا : سقيت العاطش سقى كوب ـ ضرب اللاعب الكرة ضرب رأس ، أو ضرب رجل.
(٣) نوع من القعود ، يستقر فيه الجالس ، وفخذاه ملتصقتان ببطنه ، يحيط بهما ذراعاه. أو ينكب على ركبتيه ، لاصقا فخذيه ببطنه ، وكفاه تحت إبطيه ...
والقرفصاء والقهقرى معدودان هنا نائبين للمصدر ؛ لأنهما من غير لفظ العامل ؛ بالرغم من أنهما مصدرين أصليين للفعلين : «قرفص» و «قهقر» ؛ فهما مع فعليهما المشاركين لهما فى المادة ـ مصدران ، أما مع عامل آخر لا يشاركهما فى المادة اللفظية ـ كالذى هنا ـ فنائبان عن المصدر كما سلف فى رقم ١ من هامش ص ٢٠١.
(٤) هى الرجوع إلى الخلف.
(٥) ومن هذا قول المتنبى عن قصائده ومشكلاتها المعنوية :
أنام ملء جفونى عن شواردها |
|
ويسهر الخلق جرّاها ويختصم |
(جراها ـ جرائها. أى : من أجلها ...)