قال أبو عثمان : وعفوت الشّعر وعفيته : إذا تركته حتّى يكثر ويطول. قال : ومنه قول النبى ـ عليهالسلام (١) : «احفوا الشّوارب واعفوا اللّحى»
قال : وعفا الماء : إذا لم يطأه شىء يكدره. وهو عفوة الماء. وعفى المرعى ممّا يحلّ به عفاء طويلا ، وعفوّا : درس. وقال الشاعر :
٥٣١ ـ * عفت الدّيار محلّها فمقامها* (٢)
وقال زهير :
٥٣٢ ـ تحمّل أهلها منها فبانوا |
|
على آثار من ذهب العفاء (٣) |
(رجع)
وعفوت عن الشّيء : تركته ، وعفوت الذنب : (٤) ، وعفوت عنه : غفرته ، وعفا من المال ومن الشيء عفو : فضل ، وعفت الرّياح الدّبار (٥) والآثار : غيّرتها ، وعفوت الرجل : سألته أو ضفت (٦) إليه. والعافى : السائل منه.
وأنشد أبو عثمان :
٥٣٣ ـ فلا تسألينى واسألى عن خليقتى |
|
إذا ردّ عافى القدر من يستعيرها (٧) |
من فى موضع مفعول ، يقول : إذا جاء من يستعير القدر فرأى عند القوم الضّيف وهو العافى رجع ولم يستعرها ؛ لأنّ
__________________
(١) فى ب : «صلىاللهعليهوسلم» وعلق المقابل بقوله فى الأصل «عليهالسلام» وجاء فى النهاية ١ / ٤١٠ ومنه الحديث «أمر أن تحفى الشوارب» وفى النهاية ٣ / ٢٦٦ «أنه أمر بإعفاء اللحى»
(٢) الشاهد صدر مطلع معلقة لبيد بن ربيعة العامرى وعجزه :
بمنى تأبد غولها فرجامها
ديوان لبيد ١٦٣.
(٣) رواية الديوان «عنها» فى موضع منها ، وفى أ «ما» فى موضع «من» ديوان زهير ٥٨.
(٤) أ : «وعفوت عن الذنب» وما جاء فى ب «أدق» لقوله بعد ذلك فى النسختين «وعفوت عنه».
(٥) ق ، ع «الديار» واللفظة قريبة من ذلك فى «أ» «ولفظة ب الدار».
(٦) ب : «صفت» بالصاد غير المعجمة ، وفى أ ، ق ، ع «ضفت» بالضاد المعجمة.
(٧) نسب الشاهد فى اللسان مادة «عفا» لمضرس بن ربيعة الأسدى وبه «ما» فى موضع «عن» ونسب فى المضليات ١٧٦ لعوف بن الأحوص ، المفضلية ١٣٦ وجاء فى ديوان الأعشى ٤٠٧ من قصيدة اختلف الرواة فى نسبتها للأعشى ورواية الديوان :
* فلا تصر مينى واسألى ما خليقى*
ونسب فى الأساس / عفا للكميت ، وجاء فى ملحقات شعر الكميت ٣ ـ ١٧ ورواية ب «فلا تسئلينى» ويجوز وضع الهمزة على النبرة.