كما ذكره الحافظ عبد العظيم المنذري الشّافعي (١) في آخر كتابه المسمّى بالتّرغيب والتّرهيب وغيره في غيره. وإنّما قلنا بكذب ما ذكره في شأن صاحب كتاب كشف الغمّة : لأنّه صرّح بخلاف ذلك في خطبة كتابه ، وقال : اعتمدت في الغالب النّقل من كتب الجمهور ليكون أدعى إلى تلقّيه بالقبول ، وأوفق برأى الجميع متى رجعوا إلى الأصول ، ولأنّ الحجّة متى قام الخصم بتشييدها ، والفضيلة متى نهض المخالف بإثباتها وتقييدها ، كانت أقوى يدا وأحسن مردّا (٢) وأصفى موردا ، وأورى (٣)
__________________
(١) قال عبد العظيم. ان نعيم بن حماد الخزاعي المروزي الامام المشهور قال : الأزدي كان يضع الحديث في تقوية السنة انتهى منه «قده» أقول : وقال الشريف الجرجاني في حاشية الكشاف ، انه سئل رجل كان يروى فضائل سور القرآن : من أين تروى هذا وتنسبه الى النبي صلىاللهعليهوآله؟ أو ما سمعت قوله (ص) : من كذب على فليتبوأ مقعده من النار؟! قال : ما كذبت عليه بل كذبت له ، حيث رأيت الناس معرضين عن كتاب الله فأردت أن أحثهم اليه ، وما أكثر من الوضاعين في طرق روايات القوم ، فلله در العلامة السيد محمد بن عقيل العلوي الحضرمي من مشايخنا في الإجازة المتوفى سنة ١٣٥٠ حيث أفاد وأجاد وأتى فوق المراد في كتابه العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل وكذلك سيدنا الشريف الغطريف السيد عبد الحسين شرف الدين في كتاب أبى هريرة وغيره ، والمنذرى في طبقات المدلسين ، والقاوقچى في اللؤلؤ المصنوع ، والسيوطي في الموضوعات ، والدمشقي في مزيل الخفا : وابن الديبع في الموضوعات الى غير ذلك من أعلام الفريقين. ثم ان عبد العظيم كان شيخ الإسلام ببلاد مصر وتوفى سنة ٦٥٦ ، وكتابه الترغيب والترهيب قد طبع بمصر. مرات :
(٢) قال الله تعالى في سورة مريم : (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا ،) قال الطبرسي : اى خير مرجعا وعاقبة ، وخير منفعة من قولهم : ليس لهذا الأمرد ، وهو أرد عليك اى انفع انتهى : منه «ره» أقول الآية ٧٦ من تلك السورة : (٣) من ورت النار اتقدت.