من طوائف الشّيعة ، وكونه متوهما لاصطلاح أصحابه على ذلك من كلام شارح العقائد فتذكر ، وأيضا إن أراد بالتّقدير الخلق فهو أول البحث والنّزاع ، لأنّا نمنع كون الشّرك ونحوه من القبائح المشاهدة في الشّاهد صادرة عنه تعالى ، وإن أراد التّبيين والاعلام والكتابة في اللوح المحفوظ ونحو ذلك من معاني القدر فهو خارج عن محلّ النّزاع ، كما عرفت في بحث القضاء والقدر ، وقد سبق أيضا أنّ الفرق بين الإرادة والرّضا غير مرضيّ ، واما ما ذكره بقوله وأمّا كون الطاعات التي لم تصدر عن الله تعالى مكروهة له تعالى فيظهر من تعقيبه إيّاه بالتّرديد الآتي انّه في زعمه شيء ذكره المصنف وهو افتراء بلا امتراء ، لأنّ المصنّف لم يذكر أن الطاعات التي لم تصدر عن الكفّار مكروهة لله تعالى ، بل قال إنّه تعالى أراد الطاعات سواء وقعت أولا ، وأين هذا من ذاك؟ مع أن ذلك الترديد مردود بأنّه يفهم من شقّه الثّاني أن تعلق الرّضا بالفعل فرع
__________________
في حقه ما حاصله : كان حسن الاعتقاد والهدى ، حاذقا في صناعة الكلام ، سريع الحاضر والجواب ، وله مع ابى حنيفة مناظرات منها لما مات الصادق «ع» قال ابو حنيفة له : قد مات امامك ، قال : لكن امامك لا يموت الى يوم القيامة (يعنى إبليس) وهو من اصحاب الصادق «ع» وقد لقى زيد بن زين العابدين وناظره على امامة ابى عبد الله (ع) ولقى زين العابدين وكان شاعرا ، وله كتب منها كتاب الامامة وكتاب المعرفة وغيرهما.
وذكره في لسان الميزان في (ج ٥ ص ٣٠٠ ط حيدرآباد) وفي فهرست ابن النديم (ص ٨ ط مصر) أقول : ومن تاليفه كتاب الرد على المعتزلة في امامة المفضول وكتاب الجمل في امر طلحه والزبير وكتاب اثبات الوصية وكتاب افعل لم فعلت وكتاب افعل لا تفعل قال فيه ان كبار الفرق أربعة القدرية والخوارج والعامة والشيعة وعين الشيعة بالنجاة في الآخرة من هذه الفرق كما نقله الشهرستاني في الملل (ج ١ ص ٣١٤ ط مصر).
ثم لا يذهب عليك ان النعمانية نسبوا الى المترجم مقالات منكرة هو برئ منها كما يفصح عن ذلك كلمات الفطاحل من ارباب كتب التراجم من الفريقين وكفى في ذلك نص أصحابنا كشيخ الطائفة (قده) وغيره على جلالته.