عليه من أن لا يكون للممكن وجود حقيقيّ ، وإلا لزم أن يكون كلّ أمر استفاد شيئا من غيره غير متّصف حقيقة بذلك الشيء ، فيلزم أن لا تكون النّاريّة الحاصلة في الأجزاء الدخانيّة الشّهابيّة الصّاعدة إلى كرة النّار نارا حقيقة ، لاستواء تلك الأجزاء إلى وجود النّاريّة وعدمها «فتدبّر.»
قال المصنّف رفع الله درجته
المبحث السادس في أنّه تعالى لا يحلّ في غيره ، من المعلوم القطعي أنّ الحالّ مفتقر إلى المحلّ ، والضّرورة قضت بأنّ كلّ مفتقر إلى الغير ممكن ، فلو كان الله تعالى حالا في غيره لزم إمكانه فلا يكون واجبا (هذا خلف) وخالفت الصّوفية من الجمهور في ذلك ، وجوّزوا عليه الحلول في أبدان العارفين ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا ، فانظر إلى هؤلاء المشايخ الذين يتبرّكون بمشاهدهم (بمشاهدتهم خ ل) كيف اعتقادهم في ربّهم وتجويزهم عليه ، تارة الحلول وأخرى الاتّحاد ، وعبادتهم الرّقص والتّصفيق والغناء (١) وقد عاب الله تعالى على الجاهليّة الكفّار في ذلك ، فقال الله تعالى عزّ
__________________
(١) وشيوع هذه المناكير محسوس لمن شاهد حلقات الصوفية القادرية والرفاعية والبدوية والمولوية والشاذلية والجلالية ، وان شئت الاطلاع على ذلك من قريب فراجع كتاب بديع الزمان الخراساني في ترجمة المولوى صاحب المثنوى فترى فيه الصور الفوتوغرافية المتخذة من مجالس الصوفية في قونية وغيرها ورأيت عدة نوادى لهم تنشد فيها هذه الأبيات وقائلها الشيخ أبو الحسن على الشاذلى قطب السلسلة الشاذلية المتوفى ستة ٨٢٨ وهي هذه.
من ذاق طعم شراب القوم يدريه |
|
ومن دراه غدا بالروح يشريه |
ولو تعرض أرواحا وجاد بها |
|
في كل طرفة عين لا يساويه |
وذو الصبابة لو يسقى على عدد الانفا |
|
س والكون كاسا ليس يرويه ؛ الى آخرها |
وعندي ان مصيبة الصوفية على الإسلام من أعظم المصائب تهدمت بها أركانه وانثلمت