في المَعطُوف أيضَاً ، ولَا وجهَ للعدُولِ إلى الماضِي.
نعم ، العَطفُ على «صَلَّيتَ» وجَيهٌ ، وعليهِ فالتَّقديرُ : «يَا عَلْقَمَةُ إِذَا صَلَّيتَ الرَّكْعَتَينِ بَعدَ الْإِيْماءِ إلِيهِ بِالسَّلَامِ ، وَقُلتَ هَذَا القَولَ عِنْدَ الْإِيمَاءِ مِن بَعْدِ التَّكبِيرِ فَقَد دَعَوتَ بدُعَاءِ زُوَّارِهِ مِنَ المَلَائِكَة» ، فَقد ظهرَ أنَّ المرجِع في أحدِ الاْتِلافَينِ هو (المِصْبَاح) ، وفي الآخر (كَامِلِ الزِّيَارة) ، فهُما في ذَلك مُتَعاكِسان ، وظهَرَ أيضَاً أنَّ الرِّوايةَ أَصلاً بِمُلاحَظةِ القَرينَةِ المزْبُورة لَا تَشْويشٌ ولَا إِجمالٌ فيها أصلاً ، بَل هِي في كمالِ الظُّهورِ في إِفادَةِ المُراد.
والعجَبُ مِن (العَلَّامَةِ المَجْلِسيّ رحمه الله) ومَن يحذُو حّذوهُ ، كيفَ رضُوا مِن أنفًسهِم بأن يَنسُبوا الإجمَال والإِبهام إِلى الرَّوايَة ، مع أنَّه لَا رَيبَ أنَّها ورَدَت في مَقامِ البَيانِ وتَعلِيم الرَّاوي العَظيمِ الشَّأن ، كَيفِية الزِّيارَة الشَّريفَة عَقِيب استدعَائِهِ وسُؤاله إِجابةً لهُ ، ولا يَعقِل هُنالِك جِهةٌ مُقتَضيةٌ لِتعمِية المُراد عَلى السَّائلِ وإبهَامِهِ عَليه ، فيكُون الإبهَام والإِجمال نَقضاً للغَرضِ ، بل دالّاً على عجزِ المُتكلّم وقصُورِهِ عن إفادَة مَرامِه ومُرادِه ، تَعالى وتَعالوا عَن ذلكَ عُلوّاً كَبيراً ، وقد مرَّ سابِقاً أنَّ مفادَ عِبارَة الرِّواية ومُؤدَّاها في تَرتيبِ العمَلِ وكيفَيةِ الزِّيارةِ الشَّريفَة هو التَّكبِير أوَّلاً ، ثُمّ الشُّروع في الزِّيارَةِ المَأثُورةِ المَزبورَةِ على التَّرتيبِ المَعهودِ إلى الفَراغِ عَن السَّجدةِ ، ثُم صَلاة الرَّكعَتين.
وبِذلكَ قد تمَّت زيارَتهُ على روايةِ يا (عَلْقَمَةُ) ، وحَصلَ لهُ الثَّواب المَوعُود ، لِصريحِ قولِهِ عليه السلام في ذَيلِ الرِّوايةِ «يَا عَلْقَمَةُ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَزُورَهُ كُلَّ