وغلبة الوجد ودخلت معهم في الشغل (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)(١) وسألت الله أن يمنحني (حسن) (٢) الأدب في ذلك المحل العظيم ويلهمني ما (يستحقّه) (٣) من الإجلال و (التعظيم) (٤) وأن يرزقني منه القبول والرضى والتجاوز عمّا سلف ومضى ، وكنت في بعض الأوقات أجلس في وسط الكعبة (المشرّفة) (٥) وأتلو القرآن ، فلمّا رآني الوكيل والمباشر (٦) والبناؤون والفعلة (٧) اعتقدوا فيَّ اعتقاداً عظيماً ، ببركة المعصومين عليهمالسلام وكلّ كلام أقوله لهم من جهة البيت الشريف يقولون : سمعاً وطاعة ، حتّى هدموا بقيّة جدران البيت إلّاالحجر الفوقاني (٨)
__________________
(١) سورة البقرة ، آية ٢٢٠.
(٢) وردت في (ك) (حتّى).
(٣) وردت في (ك) (أستحقّه).
(٤) وردت في (ك) (التعظم).
(٥) وردت في (ق) (الشريفة).
(٦) الوكيل هو السيّد محمّد أفندي المعمار الذي وصل إلى المدينة المنوّرة في ربيع الثاني سنة ١٠٤١ ه / ١٦٢١ م ليستلم مهامّه متولّياً على قضاء المدينة المنوّرة ومشرفاً على الكعبة المشرّفة ، أمّا المباشر فهو الآغا رضوان بك المعمار الذي قدم من مصر ليتولّى عمارة البيت الحرام وليكون مباشراً على ذلك في السابع عشر من شوّال سنة ١٠٤٠ ه / ١٦٢٠ م. ينظر : ابن شدقم ، تحفة الأزهار ، ج ١ ، ص ٥٣٦ ـ ٥٣٧.
(٧) الفعلة : هم عملة الطين والحفر. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة فعل.
(٨) الحجر الفوقاني : هو الحجر الذي يحيط بالحجر الأسود حفاظاً عليه من أيدي العابثين من الناس ، وتأتي حرمة دوس الفعلة عليه بسبب ملاصقته للحجر الأسود. ينظر : باسلامة ، تاريخ الكعبة المعظّمة ، ص ١٤٩ ـ ١٥٠.