أمّا صخرة فتقع على ارتفاع ٣٠٠ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ٩٤ كلم عن بيروت عبر أميون ـ عابا ـ كفرحاتا. مساحة أراضيها ١٢٥ هكتارا. زراعتها زيتون وحبوب وخضار. يسكنها من أبناء مزيارة حوالى ٣٠٠ نسمة.
الإسم والآثار
وسط تعدّد الاجتهادات حول اسم مزيارة ، منها ذلك القائل بأنّه كان في الغابة التي أنشئت فيها البلدة مغارة حوّلت إلى مزار للسيّدة العذراء ، كان أهل الجوار يقصدونها للزيارة والصلاة وإضاءة الشموع وأسرجة الزيت ، وإذا كان البعض عائدا من تلك الغابة وسئل : من أين هو عائد ، قال : من الزيارة ، وتطوّر اللفظ عن طريق الإدغام فصار يقال" مزيارة" بدلا" من الزيارة".
نحن نعتقد أنّ أصل الإسم اسم مفعول محرّف من جذرZ R السامي المشترك الذي يعني الإحاطة والتسوير ، ومعناه : المكان المسوّر أو المحاط ، وبرأينا أنّ المكان اتّخذ اسمه من موقع البلدة الجغرافيّ ، فهي تكاد تكون محصّتة ومسوّرة بالجبال والوديان ، ومن الطبيعيّ أن يطلق على مكان يتميّز بهذه الخاصّة الطبيعيّة إسم" مسوّرة".
أهمّ بقاياها الأثريّة تحفظه منطقة ريشطعموت القريبة من مزيارة ، والتي ترتبط بها تاريخيا ، وتضمّ تلك البقايا آثار نواويس وأبنية تعود إلى العهود الساميّة القديمة. وفي منطقة السواقي من مزيارة بقايا أثريّة مماثلة ، من شأنها أن تفيد عن أنّ شعوبا آراميّة وفينيقيّة قد مارست فيها أعمال العبادة والتحطيب والتعدين. وإنّ في دراسة أسماء هذه الأمكنة ما من شأنه أن يفيد عن أنّ الشعوب التي أطلقتها كانت تتكلّم الآراميّة والفينيقيّة.