وأكثروا من العلل وفروعها مما جعل النحو ركاما هائلا من المقاييس والعلل
وما ينتج عن ذلك من التقديرات والافتراضات.
لذا لم يظهر
بعد هذا القرن نحوي أصيل كما كان نحاة القرون السابقة وإنما دأب النحويون بعد هذا
القرن يرددون ما قيل قبلهم من آراء ويعتمدون على ما صنّفه سابقوهم فكثرت الشروح
للمصنفات السابقة فكثر شراح سيبويه إذ هو المصدر الكبير الذي تفرعت عنه الفروع.
وبدأ عهد الجمع
والشروح وأخذ الاتجاه التعليمي يقوى في وضع المقدمات فما أن يعرف كتاب أو مقدمة
نحوية لعالم حتى يتناوله الباقون بالشرح والتعليقات والحواشي كما كان مع جمل
الزجاجي ولمع ابن جني ثم المفصل للزمخشري والكافية لابن الحاجب .
تضخم النحو
ومصنفاته وأصبح مصدر شكوى من الدارسين والمدرسين معا وصارت صورته مهولة مليئة
بالألغاز والغوامض فبذل العلماء جهودا كبيرة ، إلا أنها محدودة الآفاق ، في تسهيله
وتيسير تعلمه فصنفت فيه كتب الإيضاح والتسهيل وشروحها. كانت الشكوى من صعوبة هذا
العلم كبيرة لم ينهها وضع المقدمات ولا شروحها والتعليق عليها فدفع الاتجاه
التعليمي علماء العربية إلى أن يتصوروا أن من أسباب تيسير هذا العلم على المتعلمين
نظم قواعده شعرا ظنا منهم أن ذلك يسهل على الدارسين حفظها فوضعت المنظومات
والأراجيز في نحو العربية وصرفها وغير ذلك من العلوم. فابتعدوا بالنحو عن غايته
وحقيقته التي هي تمرين اللسان على النطق بأساليب العرب وطرق أدائها لا حفظ القواعد
المجردة.
من أوائل من
وضع منظومة في هذا المجال القاسم بن علي الحريري (ت ٥١٦ ه) في القرن السادس سماها
«ملحة الإعراب» ثم شرحها. ثم وضع ابن معط (ت ٦٢٨ ه) ألفيته في النحو وشرحها ابن
الخباز ثم ابن الحاجب (ت
__________________