الساميّة القديمة ، تشهد على أنّ البلدة قد عرفت نشاطات حضاريّة سابقة لزمن الرومان. وفي وادي البلدة المعروف باسم وادي المشرح مغارة طبيعيّة تعرف بمغارة الجماجم ، وجدت فيها بقايا عظام بشريّة عائدة لعصور لم تحدّد أزمنتها. وفي غوسطا أسماء لمناطق هي في مجملها ساميّة قديمة ، مثل إسم نسبيه الآرامي الذي يعني" مزرعة" ، وإسم مقبس الآرامي أيضا الذي يعني" منارة". وإنّ الإسم الذي يحمله واد آخر من وهاد المنطقة المحيطة بغوسطا ، وهو وادي الملك قلاون أو قلاوون ، يدلّ بما لا يقبل الجدل على أنّ المماليك قد اتّخذوا من غوسطا مركزا حربيّا في مجال مراقبتهم للشواطئ البحريّة لمنع نزول البيزنط ، ومن بعدهم الإفرنج عليها ، علما بأنّ الملك المملوكي قلاون هذا ، هو من المماليك البحريّين ، اعتلى العرش بين ١٢٧٣ و ١٢٩٠ ، ويذكر التاريخ أنّه احتلّ المرقب وطرابلس والبترون ، ولكنّه لم يتمكّن من ولوج الداخل الكسرواني الذي كان عامرا بالسكّان في نهاية القرن الثالث عشرة ، وتدلّ بقايا الكنائس والأديار التي أعاد جدود مجتمع البلدة الحالي بناءها بدءا من أوائل القرن السابع عشر ، على أنّ أولئك السكّان القدماء كانوا مسيحيّين ، وقد أجمع المؤرّخون على أنّ المماليك قد تمكّنوا بعد حملات قاسية استمرّت ثلاث عشر سنة من الدخول إلى كسروان وتدميره سنة ١٣٠٥ ، فأبادوا أكثر السكّان ، وهرب من سلم منهم إلى جرود جبيل والشمال وإلى جزيرة قبرص. ومن أبرز المؤسّسات الدينيّة التي كانت قائمة في غوسطا قبل دمارها ، ديرا مقبس ونسبيه ، فالأوّل أعيد بناؤه سنة ١٦٢٨ على إسم مار شلّيطا في منطقة مقبس ، وكان الدير القديم مبنيّا على أنقاض معبد رومانيّ بني بدوره على أنقاض معبد فينيقي ، والثاني أعيد بناؤه سنة ١٨٨١ على اسم دير سيّدة النصر في منطقة نسبيه.