وعظه. فقال : «أفضلهما من كانت ابنته تحته» ، ونزل في الحال. حتى لا يراجع ، فقالت السنّة : أبو بكر (رض) لأن ابنته عائشة (رض) تحت رسول الله (ص). وقالت الشيعة : هو علي بن أبي طالب (رض) لأن فاطمة (رض) ابنة رسول الله (ص) تحته» (١٠٣).
وكان في العهد الذي كتب فيه كتاب الحمقى والمغفلين ، (أو المغفلين كما يسميه سبطه) أن جاءه شخص اسمه نصر ابن منصور الحرّاني يعاتبه ، لأنه وضع اسمه بين المغفلين ، «وكان هذا اشترى مملوكا بألف دينار وجهّزه إلى بلاد الترك ولم يعد. فجعله ابن الجوزي من المغفلين. فلما بلغ نصر أتى فعاتبه وقال : أنا من جملة المحببين والمبغضين وأنت تلحقني بالمغفلين؟ فقال له ابن الجوزي : بلغني كذا وكذا وكيف يعود اليك المملوك وقد صار ببلاده ومعه الف دينار؟ فقال نصر : فان عاد؟ قال ابن الجوزي : أمحو اسمك واكتب اسمه» (١٠٤).
أدبه
ليس هنا موضع البحث في قيمة هذا العدد الضخم من الكتب التي ألّفها ، وفي اثرها العلمي والأدبي ، أو حتى البحث في علم مؤلفها ، أو في تحليل الكتب التي نرى فيها نزعة أدبية ، ولكني أود أن أقول أن ابن الجوزي لم يكن من الكتاب المتأنقين الذين قصدوا أن يكتبوا بأسلوب أدبي فني خاص ، فقد غلبت في كتبه النزعة التاريخية والاسلوب التاريخي في
__________________
(١٠٣) ابن الفرات المجلد ٤ ج ٢ ص ٢١٦ والذهبي (تذكرة) ٤ : ١٣٤ حيث قال : فألقى هذا القول في اودية الاحتمال ، ورضي الفريقان لجوابه.
(١٠٤) مرآة الزمان ٨ : ١٤٢ وقد روى هذه القصة سبط ابن الجوزي بمناسبة وفاة نصر ابن منصور سنة ٥٥٣ وتناقلها المؤرخون بعده ولكن اسم نصر ابن منصور لم يرد في كتاب الحمقى والمغفلين.