هذا الأمر لو وقع فهو قليل ، لأنه لا يخفى الآن على الباحث المتخصص ، فان ما يبقى من أسماء الكتب التي أحصيتها أو التي ذكرها الاستاذ العلوجي يفوق الثلاثمئة. ويمكن أن يضاف اليها ما قد يوجد في مكتبات منتثرة في كل أقطار العالم مما لم توضع لها فهارس ، ولا سيّما في الأقطار الشرقية في الهند وايران وأفغانستان وباكستان وتركيا ، هذا عدا ما في بعض المكتبات الخاصة التي لا يعرف عنها شيء بعد. زد على هذا كله أنه يمكن أن نقع على أسماء كتب لابن الجوزي في المصادر القديمة ، ضاعت ولم يبق لها أثر في فهارس المكتبات أو الجداول المنشورة في الكتب ، فابن العماد الحنبلي لم يذكر شيئا من كتب ابن الجوزي في ترجمته لسيرته ، ولكنه حين أتى عرضا على ذكره في ترجمته لسيرة أحد أساتذته ، أشار إلى أن ابن الجوزي ذكر استاذه هذا في عدة مواضع من كتبه ، وعدّ خمسة ، بينها واحد اسمه طبقات الاصحاب المختصرة» (٩٣) ، ولم أقع على ذكر لهذا الكتاب لا في مرآة الزمان ، ولا في تاريخ ابن الفرات ، حيث ذكر له الأخير ٨٧ مؤلفا (٩٤).
ومن الممتع أن ألاحظ هنا ، أنه بعد أن صدر كتاب الاستاذ عبد الحميد العلوجي القيّم في مؤلفات ابن الجوزي ، وأصبح من المراجع الهامة في هذا الباب ، ورد مقال في مجلة المورد العراقية (المجلد الأول والعددان الأول والثاني) (٩٥). كتبه الاستاذ محمد باقر من جامعة انديانا في الولايات المتحدة ، أشار فيه إلى وجود عدد آخر من تآليف ابن الجوزي ، لم تذكر في كتاب الاستاذ العلوجي. وقد ذكر أسماءها وأشار إلى وجودها في مكتبات معروفة بعد اطلاعه على فهارس لم يطلع عليها الاستاذ العلوجي. فليس غريبا كما قلت ، أن يكون في بعض المكتبات الخاصة كتب أخرى لم تكشف
__________________
(٩٣) ابن العماد الحنبلي ٤ : ١١٦.
(٩٤) ابن الفرات المجلة ٤ ج ٢ ص ٢١١ ـ ٢١٥.
(٩٥) وزارة الاعلام ـ الجمهورية العراقية ١٩٧١.