وأولاده ضربت أعناقهم بمخيم التتار وتوفوا مقتولين يوم دخول هولاكو بغداد في شهر صفر سنة ست وخمسين وستمئة (٨٢).
وانه كان لابن الجوزي عدا أبنائه الثلاثة الذين ذكرنا ست بنات ، احداهن رابعة والدة سبط ابن الجوزي والخمس الاخريات هن شرف النساء ، وزينب ، وجوهرة ، وست العلماء الكبرى ، وست العلماء الصغرى. وكلهن سمعن الحديث منه (٨٣) ويذكر الذهبي أن له أخا اسمه عبد الرزاق (٨٤).
كتبه
أشرت فيما سبق إلى كثرة تآليفة. وقد ذكر الحافظ الذهبي أنه لم يعرف أحدا من العلماء صنّف ما صنّف هذا الرجل (٨٥). كذلك أشار ابن خلكان إلى كثرة كتب ابن الجوزي وقال : «وبالجملة فكتبه أكثر من أن تعدّ ، وكتب بخطه شيئا كثيرا ، والناس يغالون في ذلك حتى يقولون أنه جمعت الكراريس التي كتبها ، وحسبت مدة عمره ، وقسمت الكراريس على المدة ، فكان ما خص كل يوم تسعة كراريس ، وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله عقل» (٨٦). وليس من شك في أن تعليق ابن خلكان صائب لأنه لو فرضنا أن ابن الجوزي بدأ التأليف في الخامسة والعشرين من عمره ، لبلغت تآليفه حسب هذه الرواية أكثر من مئتي ألف كراس ، وهذه تبلغ ألوف الكتب. وهو أمر لا يعقل. ولكن ليس من اللازم أن يدفعنا هذا إلى الشك في الرواية التي تذهب إلى أنه وضع أكثر من ثلاثمئة مؤلف ، كما شك الاستاذ مصطفى
__________________
(٨٢) ذيل فوات الوفيات ج ٤.
(٨٣) سبط ابن الجوزي ٨ : ٣٢٥.
(٨٤) الذهبي (المشتبه) ١٢٧.
(٨٥) الذهبي (تذكرة) ٤ : ١٣٣.
(٨٦) انظر مقدمة ذم الهوى ، لمصطفى عبد الواحد (مصر ، ١٩٦٢) ص ١٣.