وغلّقت الأبواب ، فبينما أنا كذلك إذ سمعت حفيفا له جناحان قد أقبل وهو يقول سبحان الدائم القائم ، سبحان القائم الدائم ، سبحان الحي القيّوم ، سبحان الملك القدوس ، سبحان رب الملائكة والروح ، سبحان الله ، ونحمده ، سبحان العلي الأعلى ، سبحانه وتعالى (٤) ثم أقبل حفيف بعد حفيف يتجاوبون بها ، حتى [٥٢] امتلأ المسجد. فاذا بعضهم قريب مني ، فقال : آدمي؟ قلت : نعم! قال (٥) : لا روع عليك ، هذه الملائكة. قلت : سألتك بالذي قواكم على ما أرى! من الأول؟ قال : جبريل. قلت : ثم الذي يتلوه؟ قال : ميكائيل. قلت : من يتلوهم بعد ذلك؟ قال : الملائكة. قلت : فسألتك (٦) بالذي قواكم لما أرى (٧) ما لقائلها من الثواب؟ قال : من قالها مرة (٨) في كل يوم لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له. أخبرنا أبو بكر ابن حبيب (٩) ، أنبأنا علي ابن صادق ، أنبأنا أبو عبد الله ابن باكويه ، قال سمعت عبد العزيز ابن اللبان المقرىء يقول : سمعت عبد العزيز ابن الحسين ابن سليمان يقول : سمعت «محمد ابن أحمد الصوفي (١٠) يقول ، أنبأنا استاذي (١١) أبو عبد الله ابن أبي شيبة (١٢) كنت ببيت المقدس ،
__________________
(٤) في ١٩ مسالك الابصار زيادة هنا هذا نصها : «ثم اقبل حفيف يتلوه ، يقول ذلك».
(٥) في مسالك الابصار ١٣٧ فقلت نعم فقال
(٦) في مسالك الابصار سألتك
(٧) في مسالك الابصار على ما أرى
(٨) في الاصل سنة وفي مسالك الابصار مرة وربما كان الاصل «من قالها سنة مرة في كل يوم» ويظهر من النص ان العمري ينقل من فضائل القدس حرفيا.
(٩) هو محمد ابن عبد الله ابن احمد ابن حبيب العامري احد شيوخ ابن الجوزي توفي سنة ٥٣٠ ه. انظر سبط ابن الجوزي ٨ : ٩٧.
(١٠) في صفة الصفوة لابن الجوزي ٤ : ٢٢٠ احمد بن محمد الصوفي ولكنه في مسالك الابصار محمد بن احمد الصوفي.
(١١) في صفة الصفوة لابن الجوزي ٤ : ٢٢٠ قال لي استاذي وهي كذلك ايضا في مسالك الابصار.
(١٢) محدث كوفي نقل عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما وكذلك كان ابوه محدثا توفي سنة ٢٣٥ ه. (النووي (التهذيب) ١٤٤ ، وابن القيسراني ١ : ٥٢٩).