القاضي أبو سعد الهروي (٥) قاضي دمشق في الديوان ببغداد ، وأورد كلاما أبكى الحاضرين. فندب من الديوان من يمضي إلى العسكر ، ويعرفهم حال هذه المصيبة ، فندب لذلك [٤٨] أعيان العلماء مثل ابن عقيل (٦) وغيره ، فتعللوا واعتذروا ، ووقع التقاعد ، وقال أبو المظفر الأبيوردي (٧) قصيدة يصف فيها الحال :
وكيف تنام العين ملء جفونها |
|
على هفوات أيقظت كل نائم |
وأخوانكم بالشام يضحى مقيلهم |
|
ظهور المذاكي أو بطون القشاعم |
__________________
(٥) انظر بشأنه سبط ابن الجوزي ٨ : ٦٩ ـ ٧٠ والنووي (تهذيب) ٧٢٢ وابن الاثير (الكامل) ٩ : ١٩٥ ويظهر انه كان مع الوفد وخطب في الديوان طالبا عون العراقيين. وله كتاب في واجبات القضاة اسمه الاشراف على غوامض الحكومات.
ويقال انه مات قتلا في همذان في عودته من خراسان الى بغداد سنة ٥١٨.
(٦) هو علي ابن عقيل ابن محمد ابن عقيل ابو الوفاء الحنبلي. ولد ٤٣١ ه. وتوفي ٥١٣. له كتاب الفنون الذي قضى اكثر سني حياته في تأليفه. قالوا كان في مئتي مجلدة. وقد اقتبس منه ابن الجوزي مادة تقرب من عشر مجلدات. فرقها في كتبه المختلفة (سبط ابن الجوزي ٨ : ٥١) وكتب له ابن رجب ترجمة وافية في كتاب الذيل على طبقات الحنابلة (ص ١٧١ ـ ١٩٨) وقال : من معاني كلامه يستمد ابو الفرج ابن الجوزي في الوعظ. واكبر تصانيفه كتاب الفنون ، وهو كتاب كبير ، فيه فوائد كثيرة جليلة في الوعظ والتفسير والفقه والاصلين والنحو واللغة والشعر والتاريخ والحكايات ... وهذا الكتاب مئتا مجلدة وقع لي منه نحو من مئة وخمسين مجلدة.
(٧) محمد ابن احمد ابو المظفر الابيوردي اللغوي الشاعر الاخباري النسابه صاحب التصانيف والبلاغة والفصاحة كما وصفه ابن العماد الحنبلي ٤ : ١٨ ـ ٢٠ نقلا عن ابن خلكان. اموي النسب ، معاوي ، له تصانيف كثيرة وله ديوان شعر من اقسام مختلفة منها العراقيات ومنها الوجديات ومنها النجديات كما ذكر بروكلمن ١ : ٢٥٣ وقة طبع له مختارات ـ مقطعات (القاهرة ١٢٧٧ ه.) توفي باصبهان مسموما ٥٠٧ ه راجع ايضا سبط ابن الجوزي ٨ : ٢٩ وانظر ياقوت (معجم البلدان) تحت «ابيورد» و (معجم الادباء) ١٧ : ٢٣٤ ـ ٢٦٦ حيث ترى شعرا كثيرا رائعا. والانساب المتفقة لابي الفضل محمد ابن طاهر المعروف بابن القيسراني (بريل ، ١٨٦٥ ص ١٥٠ ـ ١٥٢).