اقام ارميا بارض مصر ، فاوحى الله تعالى اليه ، ان الحق بارض ايلياء فان هذه ليست لك بارض مقام. فركب حماره ، حتى اذا كان ببعض الطريق ، واخذ معه سلة من عنب وسقاء جديدا فيه ماء ، فلما بدا له شخص بيت المقدس ، وما حوله من القرى والمساجد ، ونظر الى خراب لا يوصف ، قال : أنّى يحيى هذه الله بعد موتها. ثم ربط حماره وعلفه وسقاه فالقى الله عليه النوم ، واماته في نومه ، فمرت عليه سبعون سنة ، فارسل الله ملكا إلى ملك من ملوك فارس عظيم ، فقال :
ان الله يامرك ان تنفر بقومك ، فتعمر بيت المقدس ، وايلياء وارضها ، حتى تعود اعمر مما كانت (٤٢). فندب ثلثة الاف (٤٣) قهرمان ، ودفع الى كل [٣٤] قهرمان الف عامل ، وما يصلحه من اداة العمل ، فساروا اليها وهم ثلاثة الاف (٤٤) عامل ، فلما وقعوا في العمل رد الله عز وجل روح الحياة في عيني ارميا ، واخر جسده ميت ، فنظر إلى ايلياء وما حولها من المدائن والمساجد والحروث تعمل وتعمر وتحدد حتى عادت اعمر ما كانت بعد ثلاثين سنة تمام المئة ، فرد الله اليه الروح ، فنودي من السماء كم لبثت [قال](٤٥) يوما ، ثم نظر إلى بقية الشمس فقال : يوما او بعض يوم. فنظر إلى طعامه وشرابه وكان معه تين وعنب ، ولم يتغير ، ونظر إلى حماره وقد تفرقت او صاله فجمعه الله عز وجل (٤٦). انبأنا ابو المعمر ، اخبرنا ابو الحسين الفراء ، انبأنا عبد العزيز ابن احمد ، انبأنا ابو بكر محمد ابن احمد الخطيب ، حدثنا عيسى ابن عبيد الله اخبرني علي
__________________
(٤٢) قابل بما سفر عزرا ١ : ١ ـ ٣. وفي الاصل ألقى الله عليه النوم.
(٤٣) في الاصل ألف.
(٤٤) في الاصل ألف.
(٤٥) في الاصل «يوما» دون قال.
(٤٦) قابل هذه القصص بما ورد في الكامل في التاريخ لابن الاثير ج ١ : ١٨٩ ـ ١٩٢.