تجاريّة وسياحيّة بعد تهدّم وسط مدينة بيروت ، فكانت جونيه إحدى أهمّ المناطق المحيطة ببيروت التي نشأت فيها الأسواق والمجمّعات والمؤسّسات التجاريّة والماليّة والسياحيّة ، وكان لوجود المرفأ تأثير إنمائيّ كبير في هذا المجال بعد توقّف مرفأ بيروت عن العمل وتحويل أنشطة مرفأ جونيه إلى النقل والسفر. وعند ما حطّت الحرب أوزارها بداية التسعينات ، كان شاطئ جونيه ومحيطه قد تحوّل إلى منطقة سياحيّة بحريّة حديثة بالغة النموّ ، أنشئت فيها المجمّعات البحريّة الكبرى والفنادق والمطاعم والملاهي والمقاهي بشكل كثيف ؛ وكانت شوارعها الممتدّة بين الشاطئ والأوتوستراد قد استوعبت مئات المؤسّسات المصرفيّة والتجاريّة والسياحيّة على أنواعها ، خاصّة في منطقتي غادير وحارة صخر بمحاذاة محلّة الكسليك من صربا ، هذه المحلّة التي باتت تضمّ أحدث سوق تجاريّة في لبنان ، طغت شهرة مستواها الرّاقي على سائر الأسواق اللبنانيّة إطلاقا.
لم يكن تقدّم قطاع الإسكان أقلّ نموّ من القطاعين السياحي والتربويّ ، وبسرعة متناهية ، تحوّلت مناطق جونيه المحيطة بالأسواق ، إلى أحياء مكتظّة بالسكّان ، في أبنية ومجمّعات عصريّة تكاد تغطّي محيط الخليج بكامله امتدادا إلى عمق كيلومترين أو ما يزيد.
ورافق هذه الثورة العمرانيّة نشوء عدد كبير جديد من المدارس والمؤسّسات التربويّة ، وتوسيع وتجديد ما كان قائما منها في المدينة قبل الأحداث. وقد رافق كلّ ذلك نشوء عدد ملحوظ من الدوائر الرسميّة والإدارات ، فأضحت جونيه ، على مشارف الألف الثالث ، بمناطقها كافّة ، مدينة لبنانيّة كبرى متكاملة التجهيز ، متمتّعة بجميع المتطلّبات المدنيّة العمليّة العصريّة.