داخل القلعة
بوشر ببناء المجمّع الضخم المعروف بقلعة بعلبك أو بهياكل بعلبك ، المتميّز بطرازه وضخامة مداميكه الحجريّة ، خلال الحقبة المتأغرقة ، وبدأت ترتفع معالمه في أوائل القرن الأوّل قبل الميلاد ، أيّام الإمبراطور" نيرون" (أمبراطور ٥٤ ـ ٦٨ م.). وتلا ذلك بناء البهو الكبير الذي يتقدّم المعبد الكبير ثمّ المعبد الصغير المعروف بمعبدت الإله" باخوس" الذي أنجز بناؤه في أوائل القرن الثالث بعد الميلاد ، وبين عام ١٩٣ ميلادي وعام ٢٣٥ ميلادي أقيم البهو المسدّس التصميم ورواق ودرج المدخل ومعبد" الزهرة" أو" فينوس". وما أن تطأ قدم المرء أولى درجات المعبد الموزّعة على ثلاث مراحل والتي تحيط بها مقاعد حجريّة نظّمت مداميكها على شكل نصف دائريّ ، حتّى تأخذه الدهشة فتدفعه إلى التأمّل في عظمة المهندس والمنفّذ الذي رفع هذه الأعمدة البالغ عددها اثني عشر عمودا والتي كانت تحمل سقف الرواق الذي يصل إليه الزائر دون أن يشعر أنّه صعد درجا كبيرا ، وكانت تلك الأعمدة تزيّن بتماثيل لا يعرف مصيرها. وفي جدار الرواق الداخليّ ثلاثة أبواب تؤدي إلى البهو المسدّس ، الباب الأوسط هو البوّابة الرئيسيّة ، أمّا البابان الآخران فيؤدّيان إلى سلالم حجريّة لولبيّه يصعد عبرها إلى سطح الرواق ، وعند جانبي الرواق برجان يحرسان المدخل. أمّا البهو المسدّس فهو عبارة عن باحة وسطى كانت تقوم عليها قبّة نقلها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (٦٦٨ ـ ٧١٥ م.) إلى المسجد الأقصى في القدس. وتحيط بجوانب الباحة أروقة يرتكز سقفها على ثلاثين عمودا من الغرانيت ، ويلي البهو المسدّس البهو الكبير المستطيل التصميم الذي احتوى أهمّ مستلزمات الطقوس الدينيّة حيث يحتلّ وسطه مذبح وبرج ضخم ، ويقوم عند جانبه عمودان أحدهما من الغرانيت الرمادي يذكّران بنصبي معبد" ملكارت" في صور اللذين كان