أن يتبع محل المعطوف عليه فى النصب أو الجزم. وكذلك المضارع المبنى إن كان معطوفا عليه ؛ فإنه يكون مبنيّا فى محل رفع ـ فى الرأى المشهور (١) الذى سبقت الإشارة إليه
__________________
(١) راجع الصبان ج ١ فى هذا الباب عند الكلام على بناء المضارع وج ٣ فى أول باب إعراب الفعل. وفى بعض ما سبق يقول ابن مالك :
والاسم منه معرب ومبنى ؛ |
|
لشبه من الحروف مدنى |
كالشّبه الوضعىّ فى اسمى «جئتنا» |
|
والمعنوىّ فى : «متى» وفى : «هنا» |
وكنيابة عن الفعل ، بلا |
|
تأثّر ، وكافتقار أصّلا |
ومعرب الأسماء : ما قد سلما |
|
من شبه الحرف ، كأرض وسما |
يقول : الاسم قسمان ؛ معرب ، ومبنى. وسبب بنائه شبه يدنيه ـ أى : يقربه من الحروف ـ وسيجىء رد هذا ـ وأبان الشبه المدنى من الحروف (أى : المقرب منها) فقال : إنه الشبه الوضعى بأن يكون فى صيغته موضوعا على حرف واحد ، أو على حرفين ؛ كالضميرين : «التاء» و «نا» فى جملة : «جئتنا» ، وكالشبه المعنوى فى كلمتى : «متى» «وهنا». فكل واحدة منهما اسم مبنى ؛ لأنه يؤدى معنى كان حقه أن يؤدى بالحرف ، فأشبه الحرف فى تأدية معنى معين ، وكأن ينوب عن الفعل بلا تأثر ، أو أن يحتاج دائما بعده إلى جملة. وقد سبق الكلام عليهما فى رقم ٢ من هامش ص ٤٧ وفى ص ٧٢ فالأول كاسم الفعل ، والثانى كاسم الموصول. ثم قال ابن مالك فى بناء الأفعال والحروف.
وفعل «أمر» و «مضىّ» بنيا |
|
وأعربوا «مضارعا» إن عريا |
من نون توكيد مباشر ، ومن |
|
نون إناث ؛ كيرعن من فتن |
وكلّ حرف مستحقّ للبنا |
|
والأصل فى المبنىّ أن يسكّنا |
«إن عرى من نون توكيد» أى : إن تجرد من نون توكيد.