المعرب والمبنى (١) من الأسماء ، والأفعال ، والحروف.
(أى : من أقسام الكلمة الثلاثة)
أولا : الحروف كلها مبنية ؛ لأن الحرف وحده لا يؤدى معنى فى نفسه ، وإنما يدل على معنى فى غيره ، بعد وضعه فى جملة ـ كما سبق (٢) ـ. وإذا لا ينسب إليه أنه فعل فعلا ، أو وقع عليه فعل ؛ فلا يكون بنفسه فاعلا ، ولا مفعولا به ، ولا متمما وحده للمعنى (أى : لا يكون مسندا إليه ولا مسندا ، ولا شيئا يتصل بذلك). لعدم الفائدة من الإسناد فى كل حالة (٣) ،
ونتيجة ما سبق أنه لا يدخله الإعراب ؛ لعدم حاجته إليه ؛ لأن الحاجة إلى الإعراب توجد حيث توجد المعانى التركيبية الأساسية ، والحرف وحده لا يؤدى معنى قط. ولكنه إذا وضع فى تركيب فإنه يؤدى فى غيره بعض المعانى الجزئية (الفردية) بالطريقة المفصّلة التى أشرنا إليها عند الكلام عليه ؛ كالابتداء ، والتبعيض ، وغيرهما مما تؤديه كلمة : «من». أو الظرفية ، والسببية ، وغيرهما مما تؤديه كلمة : «فى» ـ فهذه المعانى الجزئية تعتور الحرف ، وتتعاقب عليه ، ولكن لا يكون التمييز بينها بالإعراب ، وإنما يكون بالقرائن المعنوية التى تتضمنها الجملة.
* * *
ثانيا : الأسماء يناسبها الإعراب وهو أصل فيها ، لأن الاسم يدل بذاته على معنى مستقل به ـ كما سبق (٤) ـ فهو يدل على مسمى ؛ (أى : على شىء محسوس أو معقول ، سميناه بذلك الاسم) وهذا المسمى قد يسند إليه فعل ، فيكون فاعلا له ، وقد يقع عليه فعل ، فيكون ـ مفعولا به. وقد يتحمل معنى آخر
__________________
(١) يلاحظ أن المبنى لا تراعيى ناحيته اللفظية مطلقا فى توابعه أو غيرها ـ فتوابعه إنما تساير محله فقط ـ إن كان له محل من الإعراب وهذا أثر هام من آثار الإعراب المحلى. الذى يجىء الكلام عليه فى ص ٨٠ لكن يستثنى من هذا الحكم العامّ النعت الخاص بالمنادى «أى أو أية» والمنادى اسم الإشارة الذى جىء به للتوصل إلى نداء المبدوء بأل ؛ نحو : يأيها العالم ، ويأيتها العالمة ، ويا هذا الفاضل ... فيجب فى هاتين الصورتين رفع التابع مراعاة للمظهر الشكلى للمنادى ، مع أن هذا المنادى مبنى ، وهما صفتان معربتان منصوبتان ـ مراعاة لمحل المنادى ـ بفتحة مقدرة على الآخر ، منع من ظهورها ضمة المماثلة للفظ المنادى فى الصورة الشكلية. وتفصيل هذا وإيضاحه فى ج ٤ ص ٣٤ م ١٣٠.
(٢) فى ص ٦٢ م ٥.
(٣) إلا إذا قصد لفظه كما سبق فى «ج» من ص ٢٩.
(٤) ص ٢٥.