قول الشاعر :
وإذا رأيت (١) من الهلال نموّه |
|
أيقنت أن سيصير بدرا كاملا |
وقول الآخر :
واعلم ـ فعلم المرء ينفعه ـ |
|
أن سوف يأتى كل ما قدرا |
(ح) وإما حرف نفى من الحروف الثلاثة التى استعملها العرب فى هذا الموضع ؛ وهى (٢) : (لا ـ لن ـ لم). نحو : أيقنت أن لا (٣) يغدر الشريف. وأن لن يحيد عن الحق. ووثقت أن لم ينصر الله المبطلين. ومن الأمثلة قوله تعالى : (وحسبوا (٤) أن لا تكون فتنة) فى قراءة من رفع «تكون». وقوله : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ،) وقوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ.)
(د) وإما «لو» والنص عليها فى كتب النحاة قليل مع أنها كثيرة فى المسموع ؛ نحو : أوقن أن لو أخلصنا لبلادنا لم يطمع الأعداء فينا.
ومما تقدم (٥) نعلم أن الفصل غير واجب (٦) فى الحالات الأخرى التى منها :
(ا) أن يكون الخبر جملة اسمية نحو قوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ)(٧) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» ، ونحو : الثابت أن انتقام من الله يحلّ بالباغى. إلا عند إرادة النفى نحو : عقيدتى أن لا كاذب محترم ؛ ومنه : أشهد أن لا إله إلا الله.
__________________
(١) وفى بعض الروايات : إن الهلال إذا رأيت نموه ...
(٢) وتدخل «لا» على الماضى والمضارع دون «لم» و «لن» فيختصان بالمضارع. وزاد الرضى «ما» وجعلها مثل «لا».
(٣) فى هذه الصورة ـ وأشباههما ـ يجب فصل «أن» ، وإظهار النون فى الكتابة دون النطق.
(٤) بشرط أن تكون بمعنى : اعتقدوا :
(٥) لخص بعض النحاة الفواصل السابقة ومواضعها فقال : (الفعل إما مثبت وإما منفى ، وكل منهما إما ماض ، وإما مضارع. فالمثبت إن كان ماضيا ففاصله : «قد» وإن كان مضارعا ففاصله أحد حرفى التنفيس. والمنفى. إن كان ماضيا ففاصله : «لا» فقط ، وإن كان مضارعا ففاصله : «لا» ، أو : «لن» أو : «لم». وأما «لو» فانها فى الامتناع شبيهة بالنافى فتدخل على الماضى والمضارع). وقد سبق فى رقم ٢ من هذا الهامش أن : «الرضى» جعل «ما» مثل «لا».
(٦) وإنما هو جائز فى الأنواع التى ستذكر : إن لم يوجد مانع ؛ إذ لا تدخل «أن» المصدرية الناصبة للمضارع على هذه الأنواع ؛ فلا مجال لخوف اللبس بينها وبين المخففة ، ومتى أمن اللبس كان الفصل جائزا لا واجبا.
(٧) على اعتبارها مخففة لا مفسرة وقد سبقت مناسبة أخرى للآية فى ص ٦١٦ م.