أن يصير علما ، ثم انتقل إلى العلمية ، وترك معناه السابق ؛ مثل : عادل ، ومنصور ، وحسن ؛ فقد كان المعنى السابق لها ـ وهى مشتقات ـ : ذات فعلت العدل. أو وقع عليها النصر ، أو اتصفت بالحسن ، ولا دخل للعلمية بواحد منها ... ثم صار كل واحد بعد ذلك علما يدل على مسمّى معين ، ولا يدل على شىء من المعنى السابق ؛ فكلمة : عادل ، أو : منصور ، أو : حسن ، أو : ما شابهها ـ قد انقطعت صلتها بمعناها السابق بمجرد نقلها منه إلى الاستعمال الثانى.
وهو : العلمية ، وصارت بعد العلمية اسما جامدا لا ينظر إلى أصله المشتق.
فإذا أردنا ألا تنقطع تلك الصلة المعنوية ، وأن تبقى الكلمة المنقولة مشتملة على الأمرين معا ، وهما : معناها الأصلى السابق ، ودلالتها الجديدة وهى : العلمية ، فإننا نزيد فى أولها : «أل» لتكون رمزا دالا على المعنى القديم تلميحا ؛ فوق دلالته على المعنى الجديد ، وهو : العلمية مع الجمود ؛ فنقول : العادل ، والمنصور ، والحسن ، فتدل على العلمية بذاتها وبمادتها واعتبارها جامدة ، وتدل على المعنى القديم «بأل» التى تشير وتلمح إليه. ولهذا تسمى : «أل التى للمح الأصل». ومن هنا دخلت فى كثير من الأعلام المنقولة الصالحة لدخولها ؛ لتشير إلى معانيها القديمة التى تحوى المدح أو الذم ، والتفاؤل ، أو التشاؤم ؛ نحو ؛ الكامل ، المتوكل ، السعيد ؛ الضحاك ، الخاسر ، الغراب ، الخليع ، المحروق ... وغير ذلك من الأعلام المنقولة قديما وحديثا (١).
والنقل قد يكون من اسم معنوى جامد ؛ كالمصادر فى مثل : الفضل ، والصلاح والعرفان ... وقد يكون من اسم عين جامد ؛ كالصخر ، والحجر ، والنعمان (٢) ، والعظم ... وقد يكون من كلمات مشتقة فى أصلها كالهادى ، والحارث ، والمبارك والمستنصر ، ويهمل هذا الاشتقاق بعد العلمية فتعدّ من الجامد ـ كما سبق ـ فالأعلام السابقة يجوز أن تدخلها «أل» عند إرادة الجمع بين لمح الأصل والعلمية ، كما يجوز حذفها عند الرغبة فى الاقتصار على العلمية وحدها. والأعلام فى الحالتين جامدة.
__________________
(١) لا خير فى الأخذ بالرأى القائل إن زيادة «أل» للمح الأصل سماعية ؛ لأن الأخذ به يضيع الغرض من زيادتها ؛ وهو غرض تدعو إليه الحاجة فى كل العصور.
(٢) أصله : اسم للدم.