بينهما ؛ وإنما يزيد عليه فى ذلك المقدار ؛ سواء أكان الأمر محمودا ، أم مذموما (١).
أما إعرابها فى جملتها وإعراب الاسم الذى بعدها فقد يكفى جمهرة المتعلمين علمها أن : «ولا سيّما» لا تتغير حركة حروفها مهما اختلفت الأساليب ، وأن الاسم الذى بعدها يجوز فيه الأوجه الثلاثة : «الرفع ، والنصب ، والجر» سواء أكان نكرة أم معرفة (٢). وأن فيها عدة لغات صحيحة (٣) لا يمنع من استعمال إحداها مانع. ولكن أكثرها فى الاستعمال الأدبى هو : (ولا سيّما) ؛ فيحسن الاقتصار عليه ؛ لما فى ذلك من المسايرة للأساليب الأدبية العالية التى تكسب اللفظ قوة فى غالب الأحيان ، وفى هذا القدر كفاية لمن يبتغى الوصول إلى معرفة الطريقة القويمة فى استعمالها ، من غير أن يتحمل العناء فى تفهم الإعرابات المختلفة. أما من يرغب فى هذا فإليه البيان :
الاسم الواقع بعد : (ولا سيما) إما أن يكون نكرة ، وإما أن يكون معرفة ؛ فإن كان نكرة جاز فيه الأوجه الثلاثة كما سبق ، تقول :
١ ـ اقتنيت طرائف كثيرة ، ولا سيّما : أقلام ، أو أقلاما ، أو أقلام.
٢ ـ اشتريت طيورا بديعة ، ولا سيما ؛ عصفور ، أو : عصفورا ، أو : عصفور.
٣ ـ قصرت ودى على المخلصين ؛ ولا سيّما واحد ، أو واحدا ، أو : واحد.
وإن كان الاسم الواقع بعدها معرفة فالصواب جواز الأوجه الثلاثة أيضا ، كما فى الأمثلة التالية :
١ ـ أتمتع برؤية الأزهار ، ولا سيما : الورد ، أو : الورد ، أو : الورد.
٢ ـ شاهدت آثارا رائعة ، ولا سيما : الهرم ، أو : الهرم ، أو : الهرم.
٣ ـ ما أجمل الكواكب فى ليل الصيف : ولا سيما : القمر ، أو : القمر أو : القمر.
__________________
(١) وبسبب هذه المخالفة فى المقدار يذكر بعض النحاة لفظ «ولا سيما» فى باب المستثنى ؛ لما فى الاستثناء من مخالفة ما بعد الأداة لما قبلها فى إثبات الحكم ، أو نفيه. فبين المخالفتين نوع تشابه من بعض الوجوه دون بعض ؛ إذ المخالفة بعد «ولا سيما» تكون فى المقدار وحده. مع الاشتراك فى الأمر نفسه. أما فى الاستثناء فالمخالفة تقع فى الحكم كله ؛ نفيا أو إيجابا. ولا مشاركة فيه بين ما وقع بعد الأداة وما وقع قبلها. وبعض آخر يذكرها (أى : ولا سيما) فى باب الموصول ؛ لاشتمالها على «ما» التى يصح أن تكون اسم موصول.
(٢) يعارض فريق من النحاة فى نصب المعرفة ، ومن التيسير الأخذ بالرأى الآخر. راجع المطولات ؛ ومنها شرح الكافية ، ج ١ ص ٢٤٩ ، وحاشية الصبان ، ج ٢ ـ فى آخر باب الاستثناء عند الكلام على «لا سيما» ـ والهمع. فى هذا الباب أيضا (ج ١ ص ٢٣٤).
(٣) منها الاستغناء عن الواو فقط ، أو الاستغناء عنها وعن «لا» معا. ومنها تخفيف الياء فى كل لغاتها.