نقول : نزل المطر الذى حياة ، وبرعت مصانعنا التى الأمل ، واشتد الإقبال على التعليم الذى سعادة.
والأساليب العالية لا تجنح كثيرا إلى حذف العائد المرفوع ؛ فإن جنحت إليه اختارت ـ فى الغالب ـ طويل الصلة (١).
(ب) إن كان الرابط ضميرا منصوبا لم يجز حذفه إلا بثلاثة شروط خاصة ـ غير الشرط العام ـ هى : أن يكون ضميرا متصلا (٢) ، وأن يكون ناصبه فعلا تامّا ، أو وصفا تامّا ، وأن يكون هذا الوصف لغير صلة : «أل» (٣) التى يعود عليها الضمير ؛ مثل : ركبت القطار الذى ركبت ، أى : ركبته ، وقرأت الصحيفة التى قرأت ، أى : قرأتها وقول الشاعر يصف مدينة :
بها ما شئت من دين ودنيا |
|
وجيران تناهوا فى الكمال |
أى : ما شئته : وقول الآخر :
ومن ينفق الساعات فى جمع ماله |
|
مخافة فقر فالذى فعل الفقر |
أى : فعله ... ومثل : اشكر الله على ما هو موليك ، واحمده على ما أنت المعطى. أى : موليكه (والأصل : موليك إياه) ، والمعطاه (٤).
ومثل : الذى أنا معيرك ـ كتاب. والذى أنت المسلوب ـ المال. أى : الذى أنا معيركه كتاب ، والذى أنت المسلوبه ـ المال (٥).
__________________
(١) إلا الأسلوب الذى يشتمل على : «لا سيما» ؛ فيجب فيه حذف صدر الجملة ولو كانت قصيرة ؛ فى نحو ؛ أنزلوا الناس منازلهم ، ولا سيما العالم ؛ إذا كانت «ما» اسم موصول ، «العالم» خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : هو. أى : ولاسى الذى هو العالم. (وسيجىء فى ص ٣٦٣ الإيضاح التام فى إعراب لا سيما ، وأسلوبها).
(٢) ولو جوازا كبعض الأمثلة التالية. فالمراد ألّا يكون واجب الانفصال.
(٣) منصوب صلة «أل» لا يجوز حذفه إن عاد إليها ؛ لأنه يدل بوجوده على اسميتها الخفية. ففى حذفه ضياع الدليل. فإن عاد إلى غيرها جاز حذفه ؛ كما سيجىء فى «د» من رقم ٥.
(٤) إذا حذف العائد المنصوب (المستوفى للشروط) فلا مانع من توكيده ؛ نحو : شربت الماء الذى أحضرت نفسه ؛ أى : أحضرته نفسه. أو من العطف عليه ؛ نحو : سافر الذى ودعت وصالحا.
أو مجىء الحال منه متأخرة أو متقدمة مثل : هند التى كلمت واقفة ، أو : هند التى واقفة كلمت. أى : كلمتها.
(٥) من : أعارك محمود كتابا. فالذى هو معيركه : كتاب. وسلب اللص عليا المال ، فالذى علىّ مسلوبه : المال. (كتاب : خبر للمبتدأ «أنا». المال : خبر للمبتدأ «الذى»).
ومما سبق تعلم أنه لا يصح الحذف فى الحالات الآتنة :
ا ـ أن يكون الضمير المنصوب منفصلا. نحو : أقبل الربيع الذى إياه أحب. بتقديم الضمير ؛ لأنه لو تأخر لا تصل بالفعل وجوبا. فصار : أحبه ؛ (تطبيقا لقاعدة عدم فصل الضمير الذى يمكن وصلة ـ وقد سبقت فى ص ٢٤٣) ولو حذف وهو متقدم لالتبس بالمحذوف المتأخر ، لعدم القرينة الدالة على تقدمه.
ب ـ أن يكون الضمير منصوبا بفعل ناقص ؛ مثل : قابلت الذى كانه محمود (الهاء خبر مقدم ـ