فالأولى مثل : أكرمت الذى قابلك صباحا ؛ إذا كان بينك وبين المخاطب عهد فى شخص معين. ولا يصح غاب الذى تكلم ، إذا لم تقصد شخصا معينا عند السامع.
والثانية : هى الواقعة فى معرض التفخيم ، أو معرض التهويل ؛ مثل : يا له من قائد انتصر بعد أن أبدى من الشجاعة ما أبدى!! ويا لها من معركة قتل فيها من الأعداء من قتل!!. أى : أبدى من الشجاعة الشىء الكثير المحمود. وقتل فى المعركة الكثير الذى لا يكاد يعد. ومثل هذا قوله تعالى : (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى.) أى : الكثير من العلم والحكمة ... وقوله تعالى : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ.) أى ؛ الهول الكثير ، والبلاء العظيم.
والمعول عليه فى ذلك كله هو الغرض من الموصول ؛ فإن كان الغرض منه أمرا معهودا للمخاطب جاءت صلته معهودة مفصلة. وإن أريد به التعظيم أو التهويل جاءت مبهمة بمنزلة المفصلة.
٣ ـ أن تكون مشتملة على ضمير يعود على اسم الموصول ـ غالبا (١) ـ ويطابقه ؛ إما فى اللفظ (٢) والمعنى معا. وإما فى أحدهما فقط على التفصيل الذى سنعرفه. وهذا الضمير يسمى : «العائد ، أو : الرابط» لأنه يعود ـ غالبا ـ على الموصول ، ويربطه بالصلة. ولا يكون إلا فى الموصولات الاسمية دون الحرفية (٣) ، ويجب أن تكون مطابقته تامة ؛ بأن يوافق لفظ الموصول ومعناه. وهذا حين يكون الموصول اسما مختصّا ؛ فيطابقه الضمير فى الإفراد ، والتأنيث ، وفروعهما ؛ نحو : سعد الذى أخلص ، واللذان أخلصا ، والذين أخلصوا. والتى أخلصت ، واللتان أخلصتا ، واللاتى أخلصن. ومن هذا قول الشاعر :
أمنزلتى منىّ. سلام عليكما |
|
هل الأزمن اللّاتى مضين رواجع |
أما إن كان الاسم الموصول عامّا (أى : مشتركا) فلا يحب فى الضمير
__________________
(١) لأنه قد يعود على غيره جوازا فى نحو : أنا الذى سافرت ـ كما سيجىء البيان فى «ب» من الزيادة ـ ص ٣٤٣.
(٢) وذلك بأن يكون لفظ الموصول خاصا بنوع واحد يقتصر عليه ، كأن يدل على المفرد المذكر وحده ، أو على المفردة وحدها ، أو مثنى أحدهما ، أو جمعه. وعند ذلك يطابقه الضمير ، فيكون مثله للمفرد المذكر ، أو المفردة المؤنثة أو لمثنى أحدهما ، أو لجمع أحدهما.
(٣) لأن الموصول الحرفى يحتاج إلى صلة حتما ، ولا يحتاج إلى رابط.