لكن حين أتينا بعد ذلك الاسم المبهم الغامض بجملة اسمية ، أو فعلية تشتمل على ضمير يعود عليه ، أو بشبه جملة (١) ـ رأينا المعنى قد اتضح ، وزال الغموض والإبهام عنه ، كما فى القسم الثانى «ب».
وكذلك الشأن فى قسم «ج» حيث اشتملت كل جملة فيه على اسم غامض مبهم هو : «التى» ؛ وقد امتد الغموض منه إلى المعنى الكلى للجملة ؛ فجعله غامضا. لكن هذا العيب اختفى حين أتينا بعد الاسم : (التى) بجملة مشتملة على ضمير يعود عليه ، أو بشبه جملة ؛ فزال عنه الإبهام أولا ، وعن الجملة تبعا له ، كما فى القسم «د».
فكلمة «الذى» و «التى» وأشباههما تسمى : «اسم موصول». وهو : اسم مبهم يحتاج ـ دائما (٢) ـ فى تعيين مدلوله ، وإيضاح الماد منه ـ إلى أحد شيئين بعده ؛ إما : جملة (٣) وإما شبهها ، ولا بد فى الجملة من ضمير يعود عليه ، أو ما يغنى عن الضمير.
ألفاظ الموصول الاسمى :
ألفاظه قسمان : مختص ، وعام (ويسمى : مشتركا).
__________________
ـ يفسر بما بعده ، وهو : الجنس. كقولك : هذا الرجل ، وهذا الثوب ، ونحوه. والمعنى بالإبهام : وقوعها على كل شىء من حيوان ، ونبات ، وجماد ، وغيرها ، ولا تخص مسمى دون مسمى. هذا معنى الإبهام فيها. لا أن المراد به التنكير ؛ ألا ترى أن هذه الأسماء معارف ؛ لما ذكرناه.
والقسم الثانى من المبهمات هو : اسم الموصول كالذى ، والتى ، ومن ، وما ... وكلها معارف بصلاتها ؛ فبيانها بما بعدها أيضا. إلا أن أسماء الإشارة تبين باسم الجنس. والموصولات تبين بالجمل بعدها ـ أو أشباه الجمل ـ. والذى يدل على أنها معارف أنه يمتنع دخول علامة النكرة عليها ؛ وهى : «رب» وأنها توصف بالمعارف ؛ نحو : جاءنى الذى عندك العاقل ، وتقع أيضا وصفا للمعارف نحو : جاءنى الرجل الذى عندك. وكلها مبهمة ؛ لأنها لا تخص مسمى دون مسمى كما كانت أسماء الإشارة كذلك ... ا ه.
والاسم المبهم كما أوضحناه هنا ـ يختلف عن اسم الزمان المبهم الذى يجىء إيضاحه فى مكانه المناسب من الأجزاء التالية ، ومنها ج ٢ ص ٢٠٥ م ٧٨ وكذلك يختلف عن المنادى المبهم والمراد به نداء «أى» وأية» و «اسم الإشارة ـ كما سيجىء فى باب المنادى ج ٤
(١) شبه الجملة هو : الظرف والجار مع مجروره. وهنا نوع خاص آخر سيجىء فى ص ٣٤٧ هو الصفة الصريحة وتكون صلة «أل» الموصولة. ولا تكون صلة لغيرها ولا تدخل فى شبة الجملة إلا فى هذه الصورة. انظر رقم ٢ من هامش ص ٣٢١
(٢) فتخرج ـ مثلا ـ النكرة الموصوفة بجملة ؛ نحو : «واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله» ؛ لأن حاجتها إلى الجملة ليست دائمة : وإنما هى مؤقتة بمدة وصفها فقط ، لا فى سائر أحوالها.
(٣) وهذه الجملة أو ما يقوم مقامها توصل به ؛ ولذلك سمى موصولا ؛ فهو موصول بها ، أو وهى مصولة به.