والثالثة أن تقول : أنال لك أن تفعل كذا وكذا ، بزيادة اللّام. قالوا فدخلت الألف واللّام على اللغة الأولى فقيل : الآن فاعلم ، فترك على فتحه ، كما روي في الأثر أنه نهي عن قيل وقال ، ويحكى مفتوحا / على لفظ الفعل الماضي (١) ، وبعضهم يردّه على قيل وقال ، فيجعلهما اسمين ويعربهما. وللفراء فيه قول انفرد به ، قال : يجوز أن يكون محلّى ترك على فتحه. وهذا ليس بشيء لأنه لا يمتنع من تأثير العوامل فيه إلا أن يكون مبنيا فيرجع إلى ما قال القوم. وأصل (الآن) عند جماعة البصريين وعند الفراء في أحد قوليه (أوان) حذفت الألف التي بعد الواو فانقلبت الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها فقيل (آن) ، ويجمع أوان على آونة كما قيل زمان وأزمنة.
__________________
(١) يرى الكوفيون أن بقاء بناء الفعل (آن) بعد دخول الألف واللام عليه شبيه ببقائه في (قيل وقال) بعد دخول حرف الجرّ عليهما فيما روي من أن النبي صلّى الله عليه وسلّم نهى عن قيل وقال. وردّ البصريون على ذلك بأنه محمول على الحكاية.