بها. فهذا الفرق بين ما ذكرناه من هذا الباب وبين الحارث والعبّاس. والفرق بينه وبين الفاسق وما ذكر معهما أن ذلك يطّرد منكورا في جنسه وهذا لا يطّرد.
ومن قولهم في هذا الباب : الثّريّا (١) للكواكب المجتمعة المعروفة بعينها. وإنما هي تصغير ثروى ، وهي فعلى من الثروة ، وهي الكثرة ، ولا يطلق هذا اللفظ مصغّرا معرّفا بالألف واللّام لما كثر من الأشياء غيرها. ومن ذلك قول العرب : النجم ، إذا ذكروه هكذا معرّفا بالألف واللّام غير متّصل بشيء فإنما يريدون به الثّريّا بعينها (٢) فيقولون : غاب النّجم ، وطلع النجم (٣). هكذا يقول أكثر أهل اللّغة. وقد استعمل النّجم معرّفا لغير الثّريّا ، وقد قال الله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى)(٤) وأراه ـ والله أعلم ـ إشارة إلى ما هوى من النجوم إلى الغروب أيّها كانت ، ويجوز أن يكون إشارة إلى ما هوى من الكواكب التي ترجم بها الشياطين.
__________________
(١) الثراء : كثرة المال. ومال ثريّ ، على وزن فعيل ، أي كثير. ومنه رجل ثروان وامرأة ثروى ، وتصغيرها ثريّا.
(٢) وفي الصحاح : الثريّا : النجم.
(٣) قال سيبويه : «وقولهم النجم صار علما للثريّا.» الكتاب ١ : ٢٦٧.
(٤) وبعدها : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى.) النجم ٥٣ : ١ ـ ٢.