وقد تكون اللام
ثانية في حروف المعاني مشدّدة في قولهم إلّا في الاستثناء ، كقولك : جاء القوم
إلّا زيدا ، ومررت بأصحابك إلّا بكرا ، قال الله تعالى : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً
مِنْهُمْ) و (ما فَعَلُوهُ إِلَّا
قَلِيلٌ مِنْهُمْ) وقرأ عبد الله بن عامر (ما فعلوه إلا قليلا منهم) بالنصب ، وذلك أنّ (إِلَّا) إذا كان ما قبلها من الكلام موجبا كان ما بعدها منصوبا
منفيا عنه ما أثبت لما قبلها ، وإذا كان ما قبلها منفيا جاز فيما بعدها البدل ممّا
قبلها ، والنصب على أصل الاستثناء. هذا مذهب البصريين ولا يجوّزون غيره. قال
سيبويه : إلّا في الاستثناء بمنزلة دفلى ، فإن سمّيت بها لم تصرف
__________________