إنّما جمع بين اللّام والنون هاهنا لأنّ اللّام تدخل لتحقيق المحلوف عليه ،
كما دخلت (لا) في النفي في قولك : والله لا يقوم زيد ، ولزمت النون في آخر الفعل ؛
ليفصل بها بين فعل الحال والاستقبال ، فهي دليل الاستقبال ؛ فإذا قلت : والله
ليخرجنّ زيد ، دلّت اللام على الإيجاب ، والنون على الاستقبال وتخليص الفعل من
الحال ؛ فقد دلّ كلّ واحد منهما على معنى مفرد ، فإن لم ترد الاستقبال جاز أن تقول
: والله ليقوم ويصلّي ، لمن هو في تلك الحال ، وربّما أضمرت هذه اللّام في الشعر
مع النون ضرورة كما قال الشاعر :
فهم الرجال
وكلّ ذلك منهم
|
|
تجدنّ في رحب
وفي متضيّق
|
وأنشده
الكسائيّ وزعم أنه أضمر اللّام ، وقال الفرّاء : اللام لا يجوز إضمارها مع النون
الثقيلة والخفيفة إلّا بأن تتقدّمها لام مثلها تدلّ عليها ، ولكنّ هذا الشاعر أدخل
النون في الواجب ضرورة ، قال الفراء : فمها تضمر فيه اللّام قول الشاعر :
فليأزلنّ
وتبكؤنّ لقاحه
|
|
ويعلّلنّ
صبيّه بسمار
|
__________________