فقال الخضر : كذبت يا دجّال ، إنّ ربّنا ربّ العالمين ربّ السماوات والأرضين فيقتله الدجّال ويقول : قل لربّ العالمين يحييك فيحيي الله الخضر عليهالسلام فيقوم ويقول : ها أنا ذا يا دجّال ويقول لأصحاب الدجّال : ويلكم لا تعبدوا هذا الكافر الملعون ويقتله ثلاث مرّات فيحييه الله تعالى ثمّ يخرج الدجّال نحو مكّة فينظر الملائكة محدقين بالبيت الحرام ثمّ يسير إلى المدينة فيجدها كذلك يطوف البلاد إلّا أربع مدن مكة والمدينة وبيت المقدس وطرسوس ، فأمّا المؤمنون فإنّهم يصومون ويصلّون غير أنّهم تركوا المساجد ولزموا بيوتهم ، والشمس تطلع عليهم مرّة بيضاء ومرّة حمراء ومرّة سوداء والأرض تزلزل والمسلمون يصبرون حتّى يسمعوا بمسير المهدي إلى الدجّال فيفرحون بذلك ، قال : ويقال إنّ المهدي يسير إلى قتال الدجّال وعلى رأسه عمامة بيضاء فيلتقون ويقتتلون قتالا شديدا فيقتل من أصحاب الدجّال ثلاثين ألفا وينهزم الدجّال ومن معه نحو بيت المقدس فيأمر الله عزوجل الأرض بإمساك خيولهم ثمّ يرسل عليهم ريحا حمراء فيهلك منهم أربعين ألفا ، ثمّ يسير المهدي في طلبه فيجد من عسكره نحوا من خمسين ألفا فيريهم الآيات والمعجزات ويدعوهم إلى الإيمان فلا يؤمنون فيمسخهم الله تعالى قردة وخنازير ، ثمّ يأمر الله تعالى بجبرئيل أن يهبط بعيسى عليهالسلام إلى الأرض وهو في السماء الثانية فيأتيه فيقول : يا روح الله وكلمته ، ربّك يأمرك بالنزول إلى الأرض فينزل ومعه سبعون ألفا من الملائكة وهو بعمامة خضراء متقلّد بسيف على فرس بيده حربة فإذا نزل إلى الأرض نادى مناد : يا معاشر المسلمين جاء الحقّ وزهق الباطل فأوّل من يسمع بذلك المهدي فيسير إليه ويذكر الدجّال فيسير إليه فإذا نظر الدجّال إليه ارتعد كأنّه العصفور في يوم ريح عاصف فيتقدّم إليه عيسى فإذا رآه الدجّال يذوب كما يذوب الرصاص ، فيقول عيسى : ألست زعمت أنّك إله تقتل فلم لا تدفع عن (١) نفسك القتل؟ ثمّ يطعنه بحربة فيموت ثمّ يضع المهدي سيفه وأصحابه في أصحاب الدجّال فيقتلونهم فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا حتّى ترعى الوحوش والسباع وتلعب بهم الصبيان وتأمن النساء من أنفسهنّ حتّى لو أنّ امرأة في العرباء (٢) لم تخف على نفسها ، ويظهر الله كنوز الأرض للمؤمنين ويستغني كلّ مؤمن فقير بقدرة الله (٣).
__________________
(١) في المطبوع : تنهي.
(٢) في المصدر : العراء.
(٣) عقد الدرر : ١٩١ ـ ١٩٢ ـ ١٩٣.