محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهالسلام أنزل الله فيه (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (١) هو والله الإمام المبين ، ونحن الذين أنزل الله في حقّنا (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢) يا شافعي : نحن أهل البيت ، نحن ذرية الرسول ونحن أولو الأمر ، فخرّ الشافعي مغشيا عليه لما سمع منه ، ثمّ أفاق من غشيته وآمن به وقال : الحمد لله الذي منحني بالإسلام ونقلني من التقليد إلى اليقين ، ثمّ أمر لنا بإقامة الضيافة فبقينا على ذلك ثمانية أيام ولم يبق في المدينة إلّا من جاء إلينا وحادثنا فلمّا انقضت الأيّام الثمانية أخذ يسأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة ففتح لهم في ذلك فأكثر علينا الأطعمة والفواكه وعملت لنا الولائم ولبثنا في تلك المدينة سنة كاملة ، فعلمنا وتحقّقنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين كاملة برّا وبحرا ، وبعدها مدينة اسمها الرائقة سلطانها القاسم ابن صاحب الأمر مسيرة ملكها شهران ، وهي على تلك القاعدة ولها دخل عظيم ، وبعدها مدينة اسمها الصافية سلطانها إبراهيم ابن صاحب الأمر بالحكام ، وبعدها مدينة اسمها مظلوم سلطانها عبد الرحمن ابن صاحب الأمر مسيرة رستاقها وضياعها شهران ، وبعدها مدينة أخرى اسمها عناطيس سلطانها هاشم ابن صاحب الأمر وهي أعظم المدن كلّها وأكبرها وأعظم دخلا ومسيرة ملكها أربعة أشهر فيكون مسيرة المدن الخمس والمملكة مقدار سنة لا يوجد في أهل تلك الخطط والمدن والضياع والجزائر غير المؤمن الشيعي الموحّد القائل بالبراءة والولاية الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، سلاطينهم أولاد إمامهم ، يحكمون بالعدل وبه يأمرون ، وليس على وجه الأرض مثلهم ، ولو جمع أهل الدنيا لكانوا أكثر عددا منهم على اختلاف الأديان والمذاهب ، ولقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقّب ورود صاحب الأمر إليهم لأنّهم زعموا أنّها سنة وروده ، فلم يوفّقنا الله تعالى إلى النظر إليه ، فأمّا ابن زبهان وحسّان فإنّهما أقاما بالزاهرة يرقبان رؤيته عليهالسلام وقد كنّا لما استكثرنا هذه المدن وأهلها سألنا عنها فقيل : إنّها عمارة صاحب الأمر عليهالسلام واستخراجه ، فلمّا سمع عون الدين ذلك نهض ودخل حجرة لطيفة وقد تقضى الليل فأمر بإحضارنا واحدا واحدا وقال : إيّاكم وإعادة ما سمعتم أو إجراءه على ألفاظكم وشدده وأخذ علينا ، فخرجنا من عنده ولم يعد أحد منّا ممّا سمعه حرفا واحدا حتّى هلك ، وكنّا إذا حضرنا موضعا واجتمع واحدنا بصاحبه قال :
__________________
(١) سورة يس : الآية ١٢.
(٢) سورة آل عمران : الآية ٣٤.