العدو الشديد مع تدانى الخطا ، والعرب تنشد هذا البيت لسحيم بن وثيل اليربوعي [وهو من بني رياح بن يربوع] : [وافر]
(١) أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا |
|
متى أضع العمامة تعرفوني |
ولا نراه على قول عيسى ولكنه على الحكاية كما قال : [طويل]
بني شاب قرناها تصرّ وتحلب
كأنه قال أنا ابن الذي جلا ، فان سمّيت رجلا ضرّب أو ضرّب لم تصرف ، فأما فعّل فهو مصروف ودحرج ودحرج لا تصرفه لانه لا يشبه الاسماء ، وأنشد الأخفش في ضرّب (لكثير) :
(٢) سقى الله أمواها عرفت مكانها |
|
جرابا وملكوما وبذّر والغمرا |
ولا يصرفون خضّم وهو اسم العنبر بن عمرو بن تميم ، فان حقّرت هذه الأسماء صرفتها
__________________
(١) الشاهد في امتناع جلا من التنوين لانه نوي فيه الفاعل مضمرا فحكاه لانه جملة ، ولو جعله اسما مفردا لصرفه لأن نظيره في الاسماء موجود ، وعيسى بن عمر يرى أن لا يصرف شيئا من الفعل اذا سمى به وافق أسماء الاجناس أو لم يوافق ، واحتج بهذا البيت وهو عند سيبويه محمول على الحكاية كما تقدم ، والمعنى انا ابن المشهور بالكرم الذي يقال له جلا كرمه وتبين فضله ، والثنايا جمع ثنية وهي الطريق في الجبل ، ويقال لكل مضطلع بالشدائد راكب لصعاب الامور هو طلاع الثنايا وطلاع أنجد ، والنجد الطريق في الجبل أيضا ، وقوله متى أضع العمامة تعرفوني أي اذا حسرت اللثام للكلام أعربت عن نسفى فعرفتموني بما كان يبلغكم عنى.
(٢) الشاهد في ترك صرف بذر وهو اسم ماء لموافقته من ابنية الافعال ما لا نظير له في الاسماء لان فعل بناء مختص به الفعل ولا يحتج ببقم لانه أعجمي معرب ولا بشلم «اسم بيت المقدس» لانه أعجمي أيضا معرفة والمعارف فروع داخلة على النكرات مر الاجناس ولا بخضم لأنه لقب معرفة سمي به العنبر بن عمرو بن تميم لكثرة أكله ونصب جرابا وما بعده على البدل من الأمواه لأنها كلها اسماء مياه ، ودعا بالسقي للامواه وهو يريد أهلها النازلين بها اتساعا ومجازا.