لأنها تشبه الأسماء فيصير ضارب وضارب ونحوهما بمنزلة ساعد وخاتم ، فكلّ اسم يسمّى بشيء من الفعل ليست في أوّله زيادة وله مثال في الاسماء انصرف فان سمّيته باسم في أوله زيادة وأشبه الأفعال لم ينصرف فهذه جملة هذا كلّه ، وإن سمّيت رجلا ببقّم أو شلّم «وهو بيت المقدس» لم تصرفه البتّة لأنه ليس في العربيّة اسم على هذا البناء ولأنه أشبه فعلا فهو لا ينصرف اذا صار اسما لانه ليس له نظير في الأسماء لأنه جاء على بناء الفعل الذي انما هو في الاصل للفعل لا للاسماء فاستثقل فيه ما يستثقل في الافعال ، فان حقّرته صرفته وان سمّيت رجلا ضربوا فيمن قال «أكلوني البراغيث» قلت هذا ضربون قد أقبل تلحق النون كما تلحقها في اولي لو سمّيت بها رجلا من قوله عزوجل (أولي أجنحة) ومن قال هذا مسلمون في اسم رجل قال هذا ضربون ورأيت ضربين وكذلك يضربون في هذا القول ، فان جعلت النون حرف الاعراب فيمن قال هذا مسلمين قلت هذا ضربين قد جاء ، ولو سمّيت رجلا مسلمين على هذه اللغة لقلت هذا مسلمين صرفت وأبدلت مكان الواو ياء لأنها قد صارت بمنزلة الاسماء وصرت كأنك سميته بمثل يبرين ، وإنما فعلت هذا بهذا حين لم يكن علامة للاضمار وكان علامة للجمع كما فعلت ذلك بضربت حين كانت علامة للتأنيث فقلت هذا ضربة قد جاء ، وتجعل التاء هاء لأنها قد دخلت في الاسماء حين قلت هذه ضربه فوقفت اذا كانت بعد حرف متحرّك قلبت التاء هاء حين كانت علامة للتأنيث ، وان سمّيت بضربا في هذا القول ألحقت النون وجعلته بمنزلة رجل سمّى برجلين ، وإنما كففت النون في الفعل لأنّك حين ثنّيت وكانت الفتحة لازمة للواحد حذفت أيضا في الاثنين النون ووافق الفتح في ذاك النصب في اللفظ فكان حذف النون نظير الفتح كما كان الكسر في هيهات نظير الفتح في هيهاة ، وان سمّيت رجلا بضربن أو يضربن لم تصرفه في هذا لأنه ليس مثله في الاسماء لأنك إن جعلت النون علامة للجمع فليس في الكلام مثل جعفر فلا تصرفه وان جعلته علامة للفاعلات حكيته فهو في كلا القولين لا ينصرف.
[باب ما لحقته الألف في آخره فمنعه ذلك من الانصراف في النكرة والمعرفة وما] «لحقته الألف فانصرف في النكرة ولم تصرفه في المعرفة»
أمّا ما لا ينصرف فيهما فنحو حبلى وحبارى وجمزى ودفلى وشروى وغضبى ،