وروحاويّ أكثر من بهراوي وقالوا في القفاقفي وفي طهيّة طهويّ ، وقال بعضهم طهويّ على القياس ، كما قال الشاعر : [طويل]
(٩١) ـ بكلّ قريشىّ اذا ما لقيته |
|
سريع الى داعي النّدى والتّكرّم |
ومما جاء محدودا عن بنائه محذوفة منه احدى الياءين ياءي الاضافة قولك في الشّأم شآم وفي تهامة تهام ومن كسر التاء قال تهامي وفي اليمن يمان ، وزعم الخليل أنهم ألحقوا هذه الألفات عوضا من ذهاب احدى الياءين ، وكأن الذين حذفوا الياء من ثقيف وأشباهه جعلوا الياءين عوضا منها ، فقلت أرأيت تهامة أليس فيها الألف فقال إنهم كسّروا الاسم على أن يجعلوه فعليّا أو فعليّا ، فلمّا كان من شأنهم أن يحذفوا احدى الياءين ردّوا الألف كأنهم بنوه تهميّ أو تهميّ فكأنّ الذين قالوا تهام هذا البناء كان عندهم في الاصل وفتحتهم التاء في تهامة حيث قالوا تهام يدلّك على أنهم لم يدعوا الاسم على بنائه ، ومنهم من يقول تهاميّ ويمانيّ وشآمي فهذا كبحراني وأشباهه ممّا غيّر بناؤه في الاضافة ، وان شئت قلت يمنى ، وزعم أبو الخطّاب أنه سمع من العرب من يقول في الاضافة الى الملائكة والجنّ جميعا روحاني وللجميع رأيت روحانيّين ، وزعم أبو الخطّاب أن العرب تقوله لكلّ شىء فيه الرّوح من الناس والدواب والجنّ ، وزعم أبو الخطّاب أنه سمع من العرب من يقول شأمى ، وجميع هذا اذا صار اسما في غير هذا الموضع فأضفت اليه جرى على القياس كما يجرى تحقير ليلة وإنسان ونحوهما اذا حوّلتهما فجعلتهما اسما علما ، واذا سمّيت رجلا زبينة لم تقل زباني أو دهرا لم تقل دهرىّ ولكن تقول في الاضافة اليه زينى ودهرى
[باب ما حذف الياء والواو فيه القياس]
وذلك قولك في ربيعة ربعى وفي حنيفة حنفى وفي جذيمة جذمى ، وفي
__________________
(٩١) الشاهد فيه قوله قريشى واجراؤه في أصله وتوفية حروفه وهو القياس لان الياء لا يطرد حذفها الا فيما كانت فيه هاء التأنيث نحو مزينة الا أن العرب آثرت في قريش الحذف لكثرة الاستعمال له فقالوا قرشى ، وقوله سريع الى داعى الندى أى اذا دعاه الندى ، أودعى اليه أجاب سريعا نحوه.