قال ألا تراهم كيف جرّوا حين اضطرّوا كما نصبوا الاوّل حين اضطرّوا وهذا الجرّ نظير ذلك النصب ، فان قلت مررت بقاضي قبل اسم امرأة كان ينبغى لها أن تجرّ في الاضافة فتقول مررت بقاضيك وسألناه عن بيت أنشدناه يونس : [رجز]
(٨٠) ـ قد عجبت منّي ومن يعيليا |
|
لمّا رأتني خلقا مقلوليا |
فقال هذا بمنزلة قوله :
* ولكّن عبد الله مولى مواليا*
وكما قال أمية : (٨١) * سماء الإله فوق سبع سمائيا*
فجاء به على الأصل وكما أنشدنا من نثق بعربيّته (وهو قيس بن زهير) : [وافر]
(٨٢) ـ ألم يأتيك والأنباء تنمى |
|
بما لاقت لبون بني زياد |
فجعله حين اضطرّ مجزوما من الأصل ، وقال الكميت : [متقارب]
(٨٣) ـ خريع دواديّ في ملعب |
|
تأزّر طورا وتلقى الإزارا |
اضطرّ فأخرجه كما قال ضننوا ، وسألته عن رجل يسمّى يغز وفقال رأيت يغزى قبل وهذا يغز وهذا يغزي زيد ، وقال لا ينبغي له أن يكون في قول يونس
__________________
(٨٠) الشاهد في اجراء يعيل على الأصل ضرورة وهو تصغير يعلى اسم رجل ، والقول فيه كالذي تقدم ، والمقلولى الذي يتقلى على الفراش حزنا أي يتململ والمقلولى أيضا المنتصب القائم
(٨١) الشاهد في اجرائه سمائيا على الأصل ضرورة كما تقدم وفي اجرائه لها على هذا ضرورتان بعد الضرورة الاولى احداهما أنه جمع سماء على فعائل كشمال وشمائل ، والمستعمل فيها سماوات ، والأخرى أنه جمعها على فعائل ولم يغيرها الى الفتح والقلب فيقول سمايا حتى يكون كخطايا ، وأراد بسماء الاله العرش.
(٨٢) الشاهد فيه اسكان الياء في يأتيك في حال الجزم حملا لها على الصحيح وهي لغة لبعض العرب يجرون المعتل مجرى السالم في جميع أحواله فاستعملها ضرورة ، وقد تقدم البيت فيما أنشده الاخفش في أول الكتاب بعلته وتفسيره في ج ١ ص ٢٣.
(٨٣) الشاهد فيه اجراؤه دوادى على الاصل كالذي تقدم * وصف جارية والخريع اللينة المعاطف والدوادي موضع تسلق الصبيان ولعبهم واحدها دوداة ، وقوله تأز رطورا وتلقى الازارا أي لا تبالي لصغر سنها كيف تتصرف لاعبة.