حين اضطروا في الشعر فأجروه على الأصل.
قال الشاعر الهذلىّ (وهو المنخّل) : [وافر]
(٧٦) ـ أبيت على معاري واضحات |
|
بهنّ ملوّب كدم العباط |
وقال الفرزدق : [طويل]
(٧٧) ـ فلو كان عبد الله مولى هجوته |
|
ولكنّ عبد الله مولى مواليا |
فلمّا اضطرّوا الى ذلك في موضع لا بدّ لهم فيه من الحركة أخرجوه على الأصل ، قال الشاعر (وهو عبد الله بن قيس الرّقيّات) : [منسرح]
(٧٨) ـ لا بارك الله في الغوانى هل |
|
يصبحن إلّا لهنّ مطلب |
وقال ، وأنشدني أعرابي من بني كليب لجرير : [طويل]
(٧٩) ـ فيوما يوافيني الهوى غير ماضي |
|
ويوما ترى منهنّ غولا تغوّل |
__________________
(٧٦) الشاهد في اجرائه معارى في حال الجر مجرى السالم وكان الوجه معار كجوار ونحوها من الجمع المنقوص فاضطر الى الاتمام والاجراء على الأصل كراهة للزحاف ، والمعارى جمع معرى وهو هيهنا الفراش كأنه من عروته أعرو ، اذ أتيته ترددت عليه ، والواضحات البيض ، والملوب الذي أجرى عليه الملاب وهو ضرب من الطيب يشبه الخلوف وشبهه في حمرته بدم العباط وهي التي تحرت لغير علة واحدها عبيط وعبيطة ، وقيل المعاري جمع معرى وهى الأرض العارية من النبات ولا وجه لهذا هيهنا ، ويقال المعري ما تعرى من اللحم كالمفاصل واليدين ولا يخرج المعنى على هذا أيضا.
(٧٧) الشاهد في اجرائه موالى على الأصل ضرورة والقول فيه كالقول في الذي قبله يقول هذا لعبد الله بن أبي اسحق النحوي وكان يلحنه فهجاه.
(٧٨) الشاهد في تحريك الياء من الغواني واجرائها على الأصل ضرورة وعلته كعلة البيت الذي قبله ويروى في الغوان أما بحذف الياء ضرورة.
(٧٩) الشاهد فيه تحريك الياء من ماضي ضرورة ، ويروي غير ما صبا أي يوافيني الهوى منهن ولا أصبو ولا آتى ما لا يحل ويوما يهجرن فيذهبن لذة الصبا واللهو ، ويقال غالته غول اذا نابته نائبة تذهب به وتهلكه.