تصير هيهنا بمنزلتها اذا كانت في مفاعل وفواعل ، وكذلك أدل اسم رجل عنده لأن العرب اختارت في هذا حذف الياء اذا كانت في موضع غير تنوين في الجرّ والرفع وكانت فيما لا ينصرف وأن يجعلوا التنوين عوضا من الياء ويحذفوها ، وسألته عن رجل يسمّى أعمى فقلت كيف تصنع به اذا حقّرته فقال أقول أعيم أصنع به ما صنعت به قبل أن يكون اسما لرجل لأنه لو كان يمتنع من التنوين هيهنا لامتنع منه في ذلك الموضع قبل أن يكون اسما كما أن أحيمر وهو اسم لرجل وغير اسم سواء ، ومن أبى هذا فخذه بقاض اسم امرأة فان لم يصرفه فخذه بجوار فجوار فواعل وفواعل أبعد من الصرف من فاعل معرفة وهو اسم امرأة لأن ذا قد ينصرف في المذكّر وفواعل لا يتغيّر على حال ، وفاعل بناء ينصرف في الكلام معرفة ونكرة وفواعل بناء لا ينصرف ، فأشدّ أحوال قاض اسم امرأة أن يكون بمنزلة هذا المثال الذي لا ينصرف البتّة في النكرة فان كانت هذه يعنى قاض لا تنصرف هيهنا فلم تصرف اذا كانت في فواعل فان صرف فجوار قبل أن يكون اسما بمنزلة قاض اسم امرأة ، وسألته عن رجل يسمّى يرمى أو أرمي فقال أنوّنه لانه اذا صار اسما فهو بمنزلة قاض اذا كان اسم امرأة.
وسألت الخليل فقلت كيف تقول مررت بافيعل منك من قوله مررت باعيمي منك فقال مررت بأعيم منك لأن ذا موضع تنوين ، ألا ترى أنك تقول مررت بخير منك وليس أفعل منك بأثقل من أفعل صفة وأمّا يونس فكان ينظر الى كلّ شيء من هذا اذا كان معرفة كيف حال نظيره من غير المعتلّ معرفة فاذا كان لا ينصرف لم يصرف يقول هذا جواري قد جاء ومررت بجواري قبل ، وقال الخليل هذا خطأ لو كان من شأنهم أن يقولوا هذا في موضع الجرّ لكانوا خلقاء أن يلزموه الرفع والجرّ اذ صار عندهم بمنزلة غير المعتلّ في موضع الجرّ ولكانوا خلقاء أن ينصبوها في النكرة اذا كانت في موضع الجرّ فيقولوا مررت بجواري قبل لأن ترك التنوين في ذا الاسم في المعرفة والنكرة على حال واحدة ، ويقول يونس للمرأة تسمّى بقاض مررت بقاضي قبل ومررت باعيمي منك ، فقال الخليل لو قالوا هذا لكانوا خلقاء أن يلزموها الجرّ والرفع كما قالوا