الكلام وأصله أن يكون ظرفا او حالا ، وأمّا أيادي سبا وقالى قلا وبادي بدا فانما هي بمنزلة خمسة عشر تقول جاءوا أيادي سبا ، ومن العرب يجعله مضافا فينّون سبأ قال الشاعر (وهو ذو الرمّة) : [طويل]
(٧٠) ـ فيا لك من دار تحمّل أهلها |
|
أيادي سبأ بعدي وطال احتيالها |
فينوّن ويجعله مضافا كمعد يكرب ، وأمّا قوله كان ذلك بادي بدا فانهم جعلوها بمنزلة خمسة عشر ولا نعلمهم أضافوا ولا يستنكر أن تضيفها ولكن لم اسمعه من العرب ومن العرب من يقول بادى بدي ، قال أبو نخيلة السعدي : [رجز]
(٧٦) ـ وقد علتني ذرأة بادي بدي |
|
ورثية تنهض في تشدّدي |
ومثل أيادي سبأ وبادي بدا قوله ذهب شغر بغر ولا بدّ من أن يحرّك آخره كما ألزموا التحريك الهاء في ذيّة ونحوها لشبه الهاء بالشيء الذي ضمّ الى الشيء ، وأما قالى قلا فبمنزلة حضرموت قال الشاعر : [طويل]
(٧٢) ـ سيصبح فوقى أقتم الرّيش واقعا |
|
بقالى قلا أو من وراء دبيل |
__________________
(٧٠) الشاهد في قوله أيادي سبا ووضعه مع التركيب والبناء موضع الحال ، والتقدير تحمل أهلها متفرقين في كل وجه وكان حق الياء ان تكون مفتوحة الا انهم سكنوها استخفافا ، كما سكنت ياء معدى كرب ومعنى ايادى سبا أن سبأ لما أرسل عليها سيل العرم تفرقت في البلاد فضرب بها المثل ، والأيادي جمع أيد وأيد جمع يد وهي تتأول على وجهين أحدهما أن تكون كناية عن الفرقة كما تقول أتاني عنق من الناس ورجل من الجراد والثاني ان يراد بها اليد من النعمة لأن نعمهم وأموالهم تفرقت لتفرقهم ، ومعنى قوله وطال احتيالها أي طال مرور الأحوال عليها فتغيرت.
(٧١) الشاهد في قوله بادى بدى ومعناه أول شيء واشتقاقه من بدأ يبدأ فترك همزه لكثرة الاستعمال طلبا للاستخفاف ويحتمل أن يكون من بدأ يبدو اذا ظهر وتبين ، وفيه لغتان بادى بدى وكلاهما مبنى للتركيب وتضمن المعنى ، والذرأة الشيب أول ابتدائه ، والرثية انحلال الركب والمفاصل وتوجعها للكبر.
(٧٢) الشاهد في قوله قالى قلا وتركيبه من اسمين كمعدى كرب ، والقول فيهما سواء ، وقالى قلا من بلاد خراسان ، ودبيل أرض من أقاصى خراسان ، وأراد بالأقتم ـ