والياء التي بين الباءين ردف ، وان شئت أخفيت في ثوب بكر وكان بزنته متحركا وان اسكنت جاز لان فيهما مدّا ولينا ، وان لم يبلغا الألف كما قالوا ذلك في غير المنفصل نحو قولهم أصيمّ فياء التحقير لا تحرّك لأنها نظيرة الالف في مفاعل ومفاعيل لأنّ التحقير عليهما يجري اذا جاوز الثلاثة فلما كانوا يصلون الى اسكان الحرفين في الوقف من سواهما احتمل هذا في الكلام لما فيهما مما ذكرت لك ، وتقول هذا دلو واقد وظبي ياسر فتجرى الواوين والياءين هيهنا مجرى الميمين في قولك اسم موسى فلا تدغم ، واذا قلت مررت بوليّ يزيد وعدوّ وليد فان شئت أخفيت وان شئت بينت ولا تسكّن لانك حيث أدغمت الواو في عدوّ والياء في وليّ فرفعت لسانك رفعة واحدة ذهب المد وصارتا بمنزلة ما يدغم من غير المعتل فالواو الاولى في عدوّ بمنزلة اللام في دلو والياء الأولى في وليّ بمنزلة الباء في ظبي والدليل على ذلك أنه يجوز في القوافي ليّامع قولك ظبيا ودوّا مع قولك غزوا ، واذا كانت الواو قبلها ضمة والياء قبلها كسرة فان واحدة منهما لا تدغم اذا كان مثلها بعدها ، وذلك قولك ظلموا واقدا واظلمي ياسرا ويغزو واقد وهذا قاضى ياسر لا تدغم وانما تركوا المدّ على حاله في الانفصال كما قالوا قد قوول حيث لم تلزم الواو وأرادوا أن يكون على زنة قاول فكذلك هذه اذ لم تكن الواو لازمة لها أرادوا أن تكون ظلموا على زنة ظلما واقدا وقضي ياسرا ولم تقو هذه الواو عليها كما لم يقو المنفصلان على ان تحرك السين في اسم موسى ، واذا قلت وأنت تأمر اخشي يّاسرا واخشووّا قدا أدغمت لأنهما ليسا بحرفي مدّ كالألف ، وانما هما بمنزلة قولك أحمد دّاود واذهب بنا فهذا لا تصل فيه الا الى الادغام لأنك انما ترفع لسانك من موضع هما فيه سواء وليس بينهما حاجز وأما الهمزتان فليس فيهما ادغام في مثل قولك قرأ أبوك وأقريء أباك لأنك لا يجوز لك أن تقول قرأ أبوك فتحققهما فتصير كأنك انما ادغمت ما يجوز فيه البيان لان المنفصلين يجوز فيهما البيان أبدا فلا يجريان مجرى ذلك ، وكذلك