لا يصرفون رجلا سمّوه رقاش وحذام ويجعلونه بمنزلة رجل سمّوه بعناق.
واعلم أن جميع ما ذكرنا في هذا الباب من فعال ما كان منه بالراء وغير ذلك ، اذا كان شيء منه اسما لمذكّر لم ينجرّ أبدا وكان المذكّر في هذا بمنزلته اذا سمّى بعناق لأن هذا البناء لا يجيء معدولا عن مذكّر فيشبّه به ، تقول هذا حذام ورأيت حذام قبل ومررت بحذام قبل ، سمعت ذلك ممن يوثق بعلمه ، واذا كان جميع هذا نكرة انصرف كما ينصرف عمر في النكرة لأن هذا لا يجيء معدولا عن نكرة ومن العرب من يصرف رقاش وغلاب اذا سمّى به مذكّرا لا يضعه على التأنيث بل يجعله اسما مذكّرا كأنه سمّى رجلا بصباح ، واذا كان الاسم على بناء فعال نحو حذام ورقاش لا تدرى ما أصله أمعدول أم غير معدول أم مؤنّث أم مذكّر فالقياس فيه أن تصرفه لأن الأكثر من هذا البناء مصروف غير معدول مثل الذّهاب والصّلاح والفساد والرّباب
واعلم أنّ فعال جائزة من كلّ ما كان على بناء فعل أو فعل ولا يجوز من أفعلت لأنّا لم نسمعه من بنات الاربعة الا أن تسمع شيئا فتجيزه فيما سمعت ولا تجاوزه فمن قرقار وعرعار.
واعلم أنك إذا قلت فعال وأنت تأمر امرأة أورجلا أو أكثر من ذلك أنه على لفظك إذا كنت تأمر رجلا واحدا ، ولا يكون ما بعده إلا نصبا لان معناه افعل كما أن ما بعد افعل لا يكون الا نصبا وإنما منعهم أن يضمروا في فعال الاثنين والجميع والمرأة لأنه ليس بفعل ، وإنما هو اسم في معنى الفعل.
واعلم أن فعال ليس بمطّرد في الصفات نحو حلاق ولا في مصدر نحو فجار وإنما يطّرد هذا الباب في النداء وفي الأمر.
[باب تغيير الأسماء المبهمة اذا صارت علامات خاصّة]
وذلك ذا وذي وتا وألا وألاء وتقديرها ألاع هذه الأسماء لمّا كانت مبهمة تقع على كلّ شىء وكثرت في كلامهم خالفوا بها ما سواها من الأسماء في تحقيرها وغير تحقيرها ، وصارت عندهم بمنزلة لا وفي ونحوها وبمنزلة الاصوات نحو غاق وحاء ، ومنهم من يقول غاق وأشباهها فاذا صار اسما عمل فيه ما عمل بلا لأنك قد حوّلته الى تلك الحال