نأيت في فاعل ، وأما افعللت من صدئت فاصدأيت تقلبها ياء كما تقلبها في مفعلل وذلك قولك مصدىء كما ترى ويفعلل يصدئى لم تكن لتكون هيهنا بمنزلة بنات الياء وتكون في فعلت ألفا ومن ثم لم يجعلوها ألفا ساكنة كما أنك لم تقل أغزوت اذ كنت تقول يغزى فلم تكن لتجعل فعلت منه بمنزلة الهمزة وسائره كبنات الياء فأجرى هذا مجرى رمى يرمى وهذا قول الخليل وفياعل من سؤت وجئت بمنزلة فعاعل تقول جيايا وسيايا لأنها همزة عرضت في الجمع ، وسألته عن قوله سؤته سوائيّة فقال هي فعالية بمنزلة علانية والذين قالوا سواية حذفوا الهمزة كما حذفوا همزة هار ولاث كما اجتمع أكثرهم على ترك الهمز في ملك وأصله الهمز.
قال الشاعر : [وهو علقمة بن عبدة] :
(٣١١) ـ فلست لا نسىّ ولكن لملأك |
|
تنزّل من جوّ السّماء يصوب |
وقالوا مألكة وملاأكة وانما يريد رسالة ، وسألته عن مسائية فقال هي مقلوبة ، وكذلك أشياء وأشاوى ، ونظير ذلك من المقلوب قسىّ ، وانما أصلها قووس فكرهوا الواوين والضمتين ، ومثل ذلك قول الشاعر :
(٣١٢) ـ * مروان مروان أخو اليوم اليمى*
وانما أراد اليوم فاضطر إلى هذا ومع ذلك أن هذه الواو نعتل في فعل وتكره فهي في الياء أجدر أن تكره فصار اليوم بمنزلة القووس ، فمسائية انما كان حدّها
__________________
(٣١١) الشاهد فيه همزة ملأك وهو واحد الملائكة والاستدلال به على أن ملكا مخفف الهمزة محذوفها من ملأك ، والملك مشتق من الالوكة ، والمألكة وهي الرسالة لان الملائكة رسل الله إلى أنبيائه * مدح رجلا فيقول قد باينت الانس في أخلاقك ، وأشبهت الملائكة في طهارتك وفضلك فكأنك لملك ولدك ومعنى يصوب ينزل.
(٣١٢) الشاهد فيه قلب اليوم إلى اليمى فاخر الواو ووقعت الميم قبلها مكسورة فانقلبت ياء للكسرة ومعنى اليمى الشديد كما يقال ليل أليل للشديد الظلام ، وقيل يوم أيوم ويوم ويم على القلب كما قالوا أشعث وشعث واوجل ووجل ونظيره في الكلام كثير.