تدرج عندهم ، وذلك لأن لا في الكلام على غير ما هي عليه اذا كانت اسما ، وزعم من يوثق به أنه سمع من العرب من يقول ثلاثة آربعه طرح همزة أربعة على الهاء ففتحها ولم يحولها تاء لأنه جعلها ساكنة والساكن لا يتغير في الادراج تقول اضرب ثم تقول اضرب زيدا.
واعلم أن الخليل كان يقول اذا تهجّيت فالحروف حالها كحالها في المعجم والمقطّع تقول لام ألف وقاف لام قال [رجز]
(٣٩) ـ [أقبلت من عند زياد كالخرف] |
|
تكتّبان في الطريق لام آلف |
وأمّا زاى ففيها لغتان فمنهم من يجعلها في التهجي ككى ، ومنهم من يقول زاى فيجعلها بزنة واو وهي أكثر ، وأما أم ومن وإن ومذ في لغة من جرّ وأن وعن اذا لم تكن ظرفا ولم ونحوهن اذا كنّ أسماء لم تغيّر لأنها تشبه الأسماء نحو يد ودم تجريهن ان شئت اذا كنّ أسماء للتأنيث وأما نعم وبئس ونحوهما فليس فيهما كلام إنهما لا تغيران لأن عامة الأسماء على ثلاثة أحرف ولا تجريهن اذا كنّ أسماء للكلمة لأنهن أفعال والأفعال على التذكير لانها تضارع فاعلا واعلم أنك اذا جعلت حرفان من حروف المعجم نحو البا والتا وأخواتهما اسما للحرف أو للكلمة أو لغير ذلك جرى مجرى لا اذا سميّت بها تقول هذا باء كما تقول هذا لاء فاعلم.
[باب تسميتك الحروف بالظروف وغيرها من الأسماء]
اعلم أنك اذا سمّيت كلمة بخلف أو فوق أو تحت لم تصرفها لأنها مذكّرات ، ألا ترى أنك تقول تحيت ذاك ، وخليف ذاك ، ودوين ذاك ، ولو كنّ مؤنّثات لدخلت فيهن الهاء كما دخلت في قديديمة ووريّئة ، وكذلك قبل وبعد تقول قبيل وبعيد ، وكذلك أين وكيف ومتى عندنا لأنها ظروف وهي عندنا على التذكير
__________________
(٣٩) ألقى حركة الالف على ميم لام وكانت ساكنة وليست هذه الحركة بحركة يعتدبها وانما هي تخفيف الهمزة * يصف أنه شرب عند زياد فسكر فلما أراد المشي لم يملك نفسه كمالا يملكها الخرف وهو الهرم والمتقارب.