الإضافة وأشباه ذلك فان أخرجت الالف واللام من المجوس صار نكرة كما أنك لو أخرجتها من المجوسيّين صار نكرة ، وأمّا نصارى فنكرة وانما نصارى جمع نصران ونصرانة ولكنه لا يستعمل في الكلام الّا بياءى الإضافة الّا في الشعر ولكنهم بنوا الجميع على حذف الياء كما أنّ ندامى جمع ندمان ، والنّصارى هيهنا بمنزلة النّصرانيّين يدلّك على ذلك قول الشاعر (وهو النمر بن تولب) : [بسيط]
(٣٠) ـ صدّت كما صدّ عمّا لا يحلّ له |
|
ساقي نصارى قبيل الفصح صوّام |
فوصفه بالنكرة ، وإنما النّصارى جماع نصران نصرانة ، والدليل على ذلك قول الشاعر:
(٣١) ـ فكلتاهما خرّت وأسجد رأسها |
|
كما سجدت نصرانة لم تحنّف |
فجاء على هذا كما جاء بعض الجميع على غير ما يستعمل واحدا في الكلام نحو مذاكير وملامح.
[باب أسماء السّور]
تقول هذه هود كما ترى اذا أردت أن تحذف سورة من قولك هذه سورة هود فيصير هذا كقولك هذه تميم كما ترى وان جعلت هودا اسم السورة لم تصرفها لأنها تصير
__________________
(٣٠) الشاهد جرى صوام على نصارى نعتاله لأنه نكرة مثله اذ لم يقصد به قصد قبيلة ولا حي كما قصد بيهود ومجوس انما هو اسم يعرف بالالف واللام وينكر باسقاطهما كالقوم ونحوهم مما عرف تعريف الجنس * وصف ناقة عرض عليها الماء فعافته فصدت عنه كما صد ساقي النصارى عما لا يحل له من الطعام والشراب في مدة صيامهم وقبل يوم فصحهم ، والفصح عندهم الذي يأكلون فيه اللحم كأنهم يفصحون فيه بأكله فسمي لذلك فصحا.
(٣١) الشاهد في قوله نصرانة وتأنيثها بالهاء وفي ذلك دلالة على أن المذكر نصران وان لم يستعمل في الكلام الا بياءي النسب وان النصارى جمع نصران كما أن ندامى جمع ندمان ويجوز أن يكون نصارى جمع نصرى ، وان لم يلفظ به فيكون كمهري ومهارى * وصف ناقتين خرتا من الاعياء أولانهما نحرتا فطأطأتا رؤوسهما فشبه كل واحدة منهما في ذلك بمطأطأة النصرانية لرأسها في صلاتها والاسجاد مطأطأة الرأس ، والسجود وضع الجبهة بالارض ، وقد يقال سجد وأسجد في معنى طأطأ رأسه.