(٢٧) ـ أضحت ينفّرها الولدان من سبأ |
|
كأنّهم تحت دفّيها دحاريج |
[باب ما لم يقع الّا اسما للقبيلة]
كما أن عمان لم يقع الّا اسما لمؤنّث وكان التأنيث هو الغالب عليها وذلك مجوس ويهود ، قال الشاعر (وهو امرؤ القيس) : [وافر]
(٢٨) ـ أحار أريك برقا هبّ وهنا |
|
كنار مجوس تستعر استعارا |
وقال رجل من الأنصار :
(٢٩) ـ أولئك أولى من يهود بمدحة |
|
اذا أنت يوما قلتها لم تؤنّب |
فلو سمّيت رجلا بمجوس لم تصرفه كما لا تصرفه اذا سمّيته بعمان ، وأمّا قولهم اليهود والمجوس فانماأدخلوا الألف واللام هيهنا كما أدخلوها في المجوسي واليهوديّ لأنهم أراد اليهوديين والمجوسيّين ولكنهم حذفوا ياءي الاضافة وشبّهوا ذلك بقولهم زنجيّ وزنج اذا أدخلوا الالف واللام على هذا فكأنك أدخلتها على يهوديّين ومجوسيّين وحذفوا ياءي
__________________
(٢٧) الشاهد في صرف سبأ على ما تقدم من القول من حمله على معنى الحي * وصف ناقة مر عليها بحي سبأ مجتازا عليهم في زي الأعراب فعرض له الصبيان منكرين له محيطين به تعجبا منه فجعلوا ينفرون ناقته من يمين وشمال فشبههم تحت دفيها بالدحاريج ، والدفان الجنبان والدحاريج جمع دحروجة وهي ما أدير ودحرج كدحروجة الجعل.
(٢٨) الشاهد فيه ترك صرف مجوس حملا على معنى القبيلة وهو الغالب عليها في كلامهم وصرفها على معنى الحي جائز وليس بالكثير * وصف برقا مستطيرا دالا على الغيث فشبههه بنار مجوس في استعارها لأنهم يحافظون عليها لعبادتهم لها فيكثرون وقودها ، ويروى ترى بريقا وصغر البرق تصغير التعظيم ، والوهن وقت من الليل
(٢٩) الشاهد في جعل يهود اسما علما للقبيلة والقول فيه كالقول في مجوس الا أن الزيادة في أوله تمنعه من الصرف ان جعل اسما للحي واشتقاقه من هاد يهود اذا تاب عن الذنب من قوله عزوجل انا هدنا اليك أي تبنا يقول مدح المسلمين من المهاجرين والانصار أولى من مدح اليهود من قريظة والنضير وأجدر أن لا يؤنب مادحهم لفضلهم عليه والتأنيب الملامة ، يقول هذا للعباس بن مرداس وكان يمدح بني قريظة.